18 ديسمبر، 2024 4:42 م

ساسيون في المزاد !

ساسيون في المزاد !

برغم كل تحفظاتنا على مجمل العملية السياسية الميتة وما افرزته من مظاهر سلبية ابرزها المحاصصة وانتخابات شكلية ، فاننا هنا لابد ان نعترف بان نتائج الانتخابات الاخيرة التي جرت في العاشر من تشرين الاول تختلف بنتائجها نسبياً عن سابقاتها ، خاصة ما يتعلق بموقف التحالف الثلاثي من تشكيل الحكومة على وفق مايسمى بالاغلبية بعيداً عن التوافقية التي يتمسك بها الاطار التي نعرف جميعاً انها تجميل لفظي للمحاصصة باسوأ انواعها . لانتوقع انفتاحاُ قريباً في ما يوصف بالانسداد السياسي ، وقد تحصل مفاجأت غير متوقعة خاصة وان الاخفاق في اختيار رئيس الجمهورية من خلال جلستين اخرها يوم امس الاربعاء اظهر بشكل جلي حقيقة شخصيات ركبت موجة العمل السياسي طمعاً في الحصول على منافع وامتيازات خيالية ، لذا تراهم اشبه ببهلوانات بل اسوأ حيث يعرضون انفسهم في سوق السياسة ليتحالفوا مع من يدفع اكثر في المزاد السياسي القذر .. ومهما حاول هؤلاء القرقوزات تبرير مواقفهم ومهما اجتهدوا في صنع اقتعة الوطنية ، فانهم مكشوفون امام الشعب المظلوم الذي عانى الكثير منذ الاحتلال الى اليوم ولانغالي اذا قلنا ان اسوأ المعاناة هو وجود سياسيون انتهازيون يتاجرون بدماء المواطن وعذاباته . جلسة الاربعاء الاخيرة ازاحت الاقنعة عن من يدعي الاستقلالية وعن اخرين كانوا مع كتلة السيادة او سواها ، واكدت حقيقة الخلل الكبير في تمرير ترشيح مثل هذه النماذج وبعضها عليه شبهات فساد كبيرة تم النغاضي عنها بصفقات مشبوهة ما يدل على ان ما نحتاجه اكبر من حكومة اغلبية وطتية بل العمل لتغيير جذري في هيكلية العملية السياسية .. وآن الاوان للقوى الوطنية الحقيقية ان تعمل على استثمار ما يحصل لاستعادة دورها في قيادة البلد الى بر الامان واول خطوة في هذا الاتجاه انقاذه من سياسيين فاسدين .. المرحلة خطرة ولا يتحمل المواطن مزيداً من العذابات والقهر والحرمان , وندرك جميعا ان الدعوة لتشكيل حكومة اغلبية لاتعني التخلص نهائياُ من المحاصصة ، غير انها خطوة بالاتجاه الصحيح . فبعد اكثر من ثمانية عشر عام من حكومات تحاصصية فاشلة وفاسدة رفضها الشعب ، كان لابد من اتخاذ خطوة ولو متواضعة لتجاوز المحاصصة ..اليوم مطلوب من ثوار تشرين الابطال ومن الوطنيين جميعاً والمواطنين بشكل عام تنظيم حملة وطنية ضد مزاد السياسة الحقير ورفض النواب المتسترين بالشعارات والتصريحات المنمقة .. حملة وطنية تضع الامور في نصابها الصحيح .. حملة من اجل العراق ومستقبله وليس لالضرورة ان تكون من اجل التحالف الثلاثي او سواه .. ليكن صوت الشعب وقواه الوطنية عالياً ولنتحد جميعا من اجل تطهير العراق من سياسيين مزايدين والعمل على تغيير القوانين التي منحت رؤوساء السلطات والنواب والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة منافع وامتيازات ليس لها شبيه في كل دول العالم .. وليكن هذا هو المعيار الذي يفرز اصحاب المباديء وهم قلة عن غيرهم من سياسيي الصدفة المنافقين ..