كما ان ساحة الحرب فيها الشجاع والجبان، فكذلك اروقة السياسة.
اذ فيها من يرفض بريق المنصب، لمجرد احتمال المساس باسمه ورسمه.
مقابل ذلك الجاهز للحس الحذاء وتقبيل اليد، حفاظا على منصبه وجيبه.
والامثلة على الصنف الاول كثيرة، نذكر اربعة منها :
١ –
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لوزيرة العدل الفرنسية، كريستيان توبيرا، وهي تغادر مقر الوزارة بعد استقالتها، على متن دراجة هوائية.
٢ –
استقالت البارونة، سعيدة وارسي، الوزيرة في وزارة الخارجية البريطانية من منصبها.
٣ –
أفادت النائبة الفة السكري بأنها قدمت الى مكتب الضبط بمجلس نواب الشعب استقالتها من كتلة نداء تونس.
٤ –
أعلن وزير السياحة البرازيلي الاثنين استقالته من الحكومة.
و ….
اما الامثلة على الصنف الثاني، فحدث ولا حرج :
وحسبنا في ذلك ساسة عراق ما بعد سقوط الصنم ٢٠٠٣ والى اليوم وبلا استثناء.
فكل تكتل وحزب له احد هذه الاصنام، اللات ومناة والعزى وهبل.
ومن النادر جدا العثور على من يمتلك شجاعة الارتداد عن ربه السياسي.
وما اعترافات النائب مشعان الجبوري بالفساد واخذ الرشاوى التي طفحت بها وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
الا الدليل القاطع لمعرفة الحقيقة المخزية لكل اولئك الذين يقودون البلد، ويمثلون الشعب العراقي امام الراي العام الدولي.
فبالرغم من كل مؤشرات الفساد، التلميحات بل وحتى التصريحات، فضلا عن الواقع المزري المعاش، وصولا الى تظاهرات ساحة التحرير، واخيرا اعتصامات البرلمانيين و….
نرى ساستنا الاجلاء لم يتاثروا ولو قيد انملة بكل هذه الصيحات، ولم يمتلكوا الجراة والشجاعة الكافيتين، للاعتراف بفشلهم وضعفهم في الاداء.
بل لم يفكروا قط بالاعتذار للشعب العراقي الذي اذلوه، واذاقوه الامرين على مدى ثلاثة عشر عاما من حكمهم الفاسد.
وكان المقصود ليسوا هم، بل ساسة دول اخرى غير العراق، من موزمبيق وجزر الواق واق و ….
ليثبتوا للجميع بانهم حقا ساسة صدفة، دينهم دنانيرهم، وانهم حثالة البشر.