بلد لم يرَ سوى الحروب والويلات, تكالبت عليه من كل فج وصوب, وحكومات ليس لها صلة بالسياسة, أصبحت مناجل تحصد رؤوس الأبرياء, وتجلس على نعشك يا عراق, الى متى سيبقى حالك هذا؟, هل أمسيت طفلاً يتيماً!, أنى الضياع والشتات؟.
ثمة علاقة غريبة بين السياسيين, علاقة تبنيها مواقف, ويهدمها موقف, فيصبح القتل والنزوح ثمن خلافاتهم, ضريبة يدفعها المواطن, فتباً لكم يا ساسة الدمج, والصحوة المزعومة!.
قطيعة مؤلمة, وسقوط أخلاقي, وغياب معرفي وثقافي, يتصف بها ساسة هذه الإيام, رغم أنهم يجلسون على رأس الهرم, في بلد الألم والحزن, غير آبهين بصرخات الأمهات, وآهات الأجداد, وحسرات الأباء, فالأخت قد خسرت معيلها, وطفل قد فارق أباه, وأخ نعى آخاه, وبلد غادر الفرح مثواه.
أبواق عجاف، وساسة سمان, تترنح عقولهم الجبانة بالإرهاب, محاولين تشويه العراق ومحوه من خارطة الوجود, فتراهم كالإعرابي الطماع عندما وجد دجاجة, وأراد ضمها الى دجاجه, فدار في السوق باحثاً عن صاحبها بحيلة, إذ كان يصرخ (من ضايعله .دجــا… ), وكان يلفظ كلمة (دجاجة), بصوت منخفض كي لا يسمعه أحد ويعلم بوجودها, هكذا هم الساسة المنافقون الذين يتحكمون بمصير شعب مثل شعبك يا عراق.
الجزء الذي لا يعرفه الساسة الطائفيون عن أنفسهم, هو أنهم أمتداد طبيعي لخط الحكم الأموي الضال, من أصحاب الفكر الجاهلي, المنضوين تحت عباءة الإرهاب والتطرف, وهم لا يدركون قباحة تصرفاتهم ووحشيتها, التي أصبحت وباء على الإسلام والمسلمين, ويوماً بعد آخر ستتقطع بهم السبل, هم وأذنابهم, وسيحاسبون على أفعالهم القبيحة.
لا بد أن تنجلي هذه الغمة عن هذه الامة, بسواعد الشرفاء والأحرار, وسيحاسب الفاسدون والخونة, ويعود العراق كما كان بل أفضل, لأنه ترابه يحتضن أجساد الأئمة والأولياء, فهو قبلة لكل محبي السلام, والوحدة والوئام.
اللغونة ثرثرة رخيصة, لكلام تافه, لا يتفوه بها إلا إنسان سفيه أحمق, يخرج علينا بين الحين والحين, ليملأ آذاننا بالتفاهات والأكاذيب, ليصور نفسه انه وطنيٌ محب, عراقي أصيل, لكنه قبض ثمن جلوسه على كرسيه الملعون, وجعل ثمناً لكل أفراد الشعب, فللشيعي سعر, والسني سعر, والكردي واليزيدي والمسيحي سعر, فالشعب يعرض في مزاد الساسة, بين أروقة المنطقة الخضراء, فمسكين من نوديَ به في هذا المزاد.