بإستمرار يقدم ساسة الخليج العربي دروسا في الحكمة والواقعية السياسية التي تخدم مصالح بلدانهم وإستقرارها وإزدهارها ، وقد كان الدرس الأول الذي قدمه ساسة الخليج هو تقديم ( المصالح على السيادة ) حينما عقدوا سلسلة تحالفات مع بريطانيا وأميركا ، ولم يلتفتوا الى غوغائية الفكر السياسي العربي وعنترياته الفارغة التي تتشدق بالسيادة والإستقلال والنتيجة حصدت الدول التي تسمى نفسها ثورية مستقلة الإضطرابات والإنقلابات وخراب الحروب.. بينما حصدت دول الخليج الأمن والإستقرار والحماية والرعاية والإرشاد بفضل التواجد الأميركي!
كانت خطوة إنفتاح دول الخليج على إسرائيل في منتهى الحكمة والذكاء ، فالخطر الإيراني يقف على الأبواب سواءا في زمن الشاه أو زمن نظام الملالي العقلية الفارسية واحدة لم تتغير أطماعها وخباثتها السياسية وعنصريتها مع العرب ، ومن حق شعوب الخليج حماية نفسها من العدو الإيراني الذي ما ان يضع يده في مكان حتى يدب فيه الدمار والموت ولدينا أمثلة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان حيث حل فيها الدمار بسبب التغلغل الإيراني !
ثم ان المال الخليجي والعقل الإسرائيلي الذكي يمكن ان يشكلا شراكة ناجحة في الإستثمار والبناء في منطقة الخليج وغيرها ، وان الخبرات الإستخباراتية الإسرائيلية والقوة العسكرية تستطيع تقديم مساعدة هامة لدول الخليج لمكافحة التخريب الإيراني وغيره ، وبوجود علاقات تحالف مع إسرائيل سوف لن يكون مهما من يفوز بالإنتخابات الأميركية ، ولن تتكرر مفاجأة تخلي الرئيس أوباما عن الخليج وإرتكابه خطأ الإنفتاح على إيران ، فإسرائيل هي القوة العظمى المطلقة في المنطقة ، وكلنا نشاهد يوميا كيف ان الطائرات الإسرائيلية تدك المواقع الإيرانية ومن معها من العملاء في سوريا والعراق وتذل وتسحق الجبروت والعنجهية الإيرانية وعنتريات العملاء الثورية ولاأحد يستطيع الرد بسبب قوة الردع الإسرائيلي الساحق .
لاأحد يستطيع إتهام حكام دولة الإمارات العربية بالعمالة والخيانة بعد ان نجحوا في جعل بلدهم رائعا في الإستقرار والتطور وأخرجوه من محيطه العربي ووضعوه على الخارطة الدولية كأحد الدول الناجحة … هذه الحكمة في إدارة شؤون الإمارات هي من إنفتحت على اسرائيل واقامة معها علاقات أبعد من دبلوماسية ، بل إستراتيجية ، ونفس الأمر مع حكمة ملك البحرين ونجاحه في قيادة بلده نحو الإستقرار وإنقاذه من خطر إيران وعملاؤها في داخل بلاده ، لنا ان نتصور حال البحرين لو بإسم الديمقراطية والأكثر حكمها ( الشيعة ) مثلما يحصل الآن في العراق ولبنان وسوريا ـ وكيف ستتحول الى مستعمرة إيرانية لتصدير التخريب والإرهاب الى العالم !
الأمر اللافت والمثير للفرح ان قطاعات واسعة من المجتمع العراقي على مواقع التواصل الإجتماعي رحبت بإنفتاح دول الخليج على إسرائيل وإقامة العلاقة معها ، وهذا تحول مثير للإهتمام في الوعي السياسي داخل العراق بعد ان اكتشف الناس زيف الشعارات الثورية التي ضحكت بها النظم والأيديولوجيات الثورية عليهم ، وأدرك معظم العراقيين ان مصلحة بلدهم مع أميركا واوربا وإسرائيل ، وان عدوهم الأول هي إيران التي دمرت بلدهم ونهبت ثرواته !
وأخيرا .. هل سيعلن عن الهدية الكبرى التي ستقدمها السعودية للرئيس ترامب والى من أجل مصلحتها أيضا ، ويتم الإعلان عن عقد إتفاقية السلام بين إسرائيل والسعودية قبيل الإنتخابات بأيام قليلة ؟