يؤمن ساسة العراق الذين حكموا هذا البلد منذ عام 2003 وحتى هذه الساعة بنظرية (تدوير الكراسي) ، وهم إن خرجوا من الباب من قبل ، فهم سيدخلون من الشباك هذه المرة!!
وتنطبق على تحركات كثير من ساسة العراق ، أغنية : (راجعين ياهوى ) ، مع الإعتذار للفنانة الرقيقة ورائدة الطرب اللبناني العريق المطربة الرائدة فيروز، وعودتهم لاتحمل أيا من معالم الود والقبول لدى العراقيين، إن لم تزيد من غضبهم وسخطهم ، بل ولعناتهم على من سلطتهم الأقدار على العراقيين في غفلة من الزمان!!
عجيب أمور غريب قضية..كانت هذه العبارة يطلقها العراقيون عندما يحتارون في توصيف سلوكيات وأساليب تعامل ، تتعارض مع توجهات المجتمع وقيمه وأخلاقياته، وعندما تصل الأمور الى حد الإستهجان والكفر بمن لايمكن ان يقبل به إنسان أو مجتمع!!
ويصل الأمر بالعراقيين وهم يسخرون من تلك الطريقة البائسة أنهم راحوا يقارنون بين (تدوير الكراسي) و(تدوير النفايات) ، وكأن هناك (مقاربة) أو(تطابق في الرؤى) ، كما يطلق عليها بعض المحللين السياسيين ، عند المقارنة بين المصطلحين!!
ملايين العراقيين ، يصرخون ليل نهار : يا جماعة الخير ..نريد واحدا يخاف الله ولم ينتم لأي حزب ، وليس عليه شبهات فساد ، ولديه مقبولية من أوساط العراقيين ، وهو من يكون الأصلح لحكم العراق ولو لمدة عام..ومع هذا يقدم لك العشرات ممن أوغلوا في مهاوي الفساد ، ليكونوا على رأس السلطة في العراق، ولم يشبعوا مما درته عليهم كل تلك السنوات من مال وثروة ، لم يحلموا بها هم واجدادهم منذ قرون!!
ويبدو أن الأقدار كتبت على العراقيين أنهم لن يروا من الشخصيات العراقية الجليلة القديرة وهي كثيرة، ما يحقق لهم آمالهم في عراق قوي موحد ، يخلص هذا الشعب المسكين من وباء الجاهلية الاولى ومن طائفيته المقيتة ومن ساسته المتنافرين حد القرف، ولن يحققوا هذا الحلم ربما الا بعد القرن الخامس والعشرين!!
المشكلة في العراق، أن البلد تحول الى مرتع للمتحمكين بأقداره، ومن باعوا ضمائرهم ، وسلموا مقادير بلدهم للاغراب والطامعين والأشرار ومن يضمرون الحقد والضغينة للعراق ، وبخاصة ممن يرتبطون بالخارج وأجندته ، وهؤلاء لن يرتجى منهم خيرا، ولن يغير الله ما بأنفسهم ولو بدلوا ألوانهم أو طلوا جلودهم من ذهب!!
جنب الله العراق وشعبه شرور الطامعين والحاقدين ومرضى النفوس والمشعوذين والجهلة والأفاكين والفاسدين والناهبين لثروات بلدهم ، وسهل عليهم بأناس شرفاء يخشون الله أولا، ويقدسون بلدهم ، ويعدون العراق أولا ,أخيرا هو من يستحق أن يقدم له الولاء ، ولا ولاء الا للعراق ولقيمه وتاريخه..ولمن يحفظ شرف العراقيين والعراقيات..وهذا هو من يبحث عنه العراقيون ، في الزمن الرديء!!
لكن هناك من السياسيين العراقيين من لايزال يردد تلك الأغنية : راجعين يا هوى..!!