بالتأكيد، بل أجزم؛ لاتفوت أحدهم شعائر الشهر الفضيل، فيه تُفتح أبواب الجنان، وتُغلق أبواب النيران وتُصفد مردة الشياطين، شهر الصبر عن شهوات النفس الأمارة بالسوء، وفرصة كبيرة لتجنب المعاصي والتقرب من الله بالعبادات والطاعات، آيات من الذكر الحكيم، وأحاديث نبوية، مخارج كثيرة، وأدلة تبرئة لأثمان نضالات، وغربة واجبة الدفع، أموالاً، ودماء، للعمل السياسي في العراق مكاسب جمة، ثراء فاحش، أرصدة بنگية، عقارات، وماركات لألبسة وإكسسوارات، وتسويق فضائل فاسق، نعم صائمون؛ تكفيراً عن ذنب، أم إيماناً، وإعتقاداً راسخاً بحليّة ما أقدموا عليه من قُبح الفعل، سرقة مال عام كان، أم قتل وإبادة شعب، وهنا يكمن الخطر، أن تُبرر الأفعال، ويُزيّن القُبح، أن تكون للسرقة وقتل النفس البشرية عناوين أخرى، أن تحيا حياة ترف بمال حرام في “دنيا فانية” وتدعوا الناس لحياة خلود وحور عين في فردوس الله الأعلى، أن تقرن الفقر والعوّز بالإيمان، وأنتَ تبذخ بما ليس لك فيه حق، صائمون؛ يتوزع أطفالكم مدن العالم الآمنة، بتلذذون برغيد العيش وأحبة الناس تعلو وجوههم الحزينة الشاحبة غبار المفخخات، تكتظ بهم مدارس آيلة للسقوط، يخوضون مياه آسنة في أزقة بائسة، أحلام بريئة ضائعة، صائمون؛ ومدننا تتوشح السواد كما عباءات نساءنا، يمشي رجالها كأعجاز نخل خاوية، يتربص بهم الموت، يضاجعهم، ويشاركهم حياتهم، ساسة العراق الجديد صائمون مثلنا؛ “غاية الغايات معرفة الله”، تقبل إله تعبدوه لا نعرفه صيام شهره، قيامه، بعد أن أبتلت عروقكم بدمائنا.