الحرب مع التنظيم التكفيري الإرهابي (داعش) في الأراضي العراقية، ارست في الساحة السياسية قضية أُتفق عليها، وكشفت حقيقة يُقرُ بها القاصي والداني، هي إن الجمهورية الإسلامية إيران، أبرز وأكثر حلفاء العراق ثقة.
لقد توضح للجميع، من اقاصي شمال العراق الى جنوبه، بسنته، وشيعته، واكراده، وصابئته، والمسيحيون فيه، ومختلف الطوائف والقوميات، إن الدور الإيراني في الدفاع عن الأراضي العراقية، كبير جداً ولا يستهان به، وفي نفس الوقت لا يجب اخذ موقف المناوئ منه.
الفترة السابقة، عندما كانت الحرب مع التنظيم الإرهابي، في مناطق (جرف الصخر)، (تلعفر)، و(امرلي)، قيل ان إيران تشارك لكونها مناطق شيعية، ولكن ما ان تم تحرير تلك المناطق، حتى شاهدنا الدور الإيراني البارز، في المشاركة لتحرير المحافظات والمناطق السنية، والتي كان أولها المشاركة الفعالة، بالتخطيط والتجهيز العسكري واللوجستي، في بعض مناطق الانبار، وهو ما وضحه أحد أبرز شيوخ عشائر المحافظة، بأنهم تلقوا الدعم الإيراني استجابة لمطلبهم، وبصدر رحب.
جاءت مشاركة إيران الكبيرة، في تحرير محافظة تكريت، والتي تعد احدى ابرز المحافظات السنية الكبيرة في العراق، لثقلها السكاني، وعشائرها العريقة، والتي تضمنت تجهيزات مهمة، من سلاح وعتاد، وطائرات، وخطط عسكرية استراتيجية، صفعة مؤذية، أحبطت مساعي أعوان الإرهاب من الساسة، الذين اثاروا ضجة عن الدور الإيراني، ومسؤوليته في ارتكاب جرائم بشعة في المحافظات السنية، وهو ما نفاه أهالي تلك المحافظات، عبر تصريحات إعلامية، ونشر مقاطع مصورة، ومواد صورية، في مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج عن الالفة والتلاحم بين الطوائف، والانتصارات الدائمة في تكريت، خير دليل على ان الدور الإيراني إيجابي، سيما وان عملية (لبيك يا رسول الله)، لم يمض على انطلاقها سوى بضعة أيام، وها هم ابطالنا من قوات الحشد الشعبي، والقوات الأمنية، والعشائر الاصيلة، يدحرون داعش واعوانهم من المحافظة، ولم يبق على تحريرها بالكامل سوى سويعات.
شارك التحالف الدولي، في كثير من العمليات العسكرية في العراق، ولم يكن معترضاً على الدور الإيراني، سيما وان دحر داعش يصب بمصلحة الجميع، (كما يدعي مؤسسيهم)، الا انهم اعترضوا وبشدة، بعد ان وجدوا ان تكريت ستتحرر، بلا دعم او مجهود ولو برصاصة واحدة من قبل التحالف الدولي، وهو ما اثار غضبهم، خشية ان يكون الموقف الإيراني اكثر قوة، مما كان عليه في السابق، وجاء اعتراضهم دليلاً واضحاً على ان الدعم الإيراني للعراق، يضاهي ما تقدمه دول التحالف مجتمعة، بقولهم ان ” التحالف الدولي مهدد بالتفكك بسبب علاقة بغداد وطهران” على لسان رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي.
لا أوجه كلامي للطائفة السنية، لجعلهم يعلنون ولائهم للجمهورية الاسلامية، وانما للكف عن كيل الاتهامات وبث الاشاعات، على ابطالنا في الحشد الشعبي، وإشاعة انهم ينقلون الفكر الإيراني، وينوون مصادرة البقاع السنية في العراق، فهم من صان حرائر السنة، وحرر أراضيهم، وأعان نازحيهم، وقدموا الكثير من الدماء في سبيل ذلك، فما جزاء الاحسان الا الاحسان يا سنة العراق.
سيفسر المناوئون واعوان داعش كلامي؛ على انه مغازلة للعقول السنية، واستدراجهم لأتباع ولاية الفقيه، او ان يحنو رؤوسهم لإيران! نعم؛ فهذا ما أنتم معتادون على فعله، كونكم شواذ السنة، فقد بحتم للإرهاب استيطان اراضيكم، وقتل أبنائكم، واغتصاب نسائكم، ومصادرة املاككم، الذلة والعار، هي من شيمكم، فكم من حقير منكم حنى رأسه وتدلى بين اقدام الملعون سابقاً، وعاد ليزاول ما اعتاد عليه، مع الكفرة والزنادقة من اتباع (البغدادي) في هذا الوقت.