22 ديسمبر، 2024 11:49 م

ساسة التركمان والخطاب السياسي

ساسة التركمان والخطاب السياسي

بعد ادراك الشعب التركماني خطورة موقفهم الامني والسياسي ومصيرهم القومي فبدا يترقب ما سيعلن وما سيستجد في البيت التركماني من احداث ومواقف موحدة من ساسة الاحزاب والقوى التركمانية وخاصة في الجبهة التركمانية العراقية حيال قضايا جوهرية تمس وجودهم ومصيرهم.

وان الشعب التركماني لا تمر مناسبة الا وناشد وطالب قادتنا باعادة دراسة مسارهم(مسار الوحدة) ايمانا بان مسار الوحدة اهم ما نحتاجه في مرحلتنا الراهنة لنقف وقفة مراجعة بما يتلاءم مع المستجدات والتحولات الطارئة وخاصة في هذه الايام العصيبة للتركمان حيث يستهدف الشعب التركماني قيادة وشعبا مما يحتم على الجميع الى الوحدة والتضامن والتنسيق ولكونها خلاصنا وملاذنا الامن.

ومن المعلوم فان اهم مقومات نجاح الوحدة  تكمن في توحيد الخطاب السياسي لجميع التشكيلات التركمانية لينعكس على ادائهم ورفع معنويات الشارع التركماني بشكل ايجابي وكما لا يخفي على احد اهمية وضرورة الخطاب السياسي لاعتبارت عديدة ومن اهمها فان اي خطاب او بيان سياسي تعتبر المراة والهوية والرؤية الحقيقية للجهة او لصاحب الخطاب او الجهة التي ينتمي اليها.

ولكن ومع الاسف فقد اكد الكثير من ساستنا وتشكيلاتنا الحزبية التركمانية افتقارهم الى الخطاب السياسي المؤثر والفعال بشكل ايجابي على الشارع التركماني .

وبالرغم من ان معظم الخطابات السياسية الصادرة من اي مسؤول او قيادي تركماني او من اي حزب تركماني وخاصة في الاوقات والظروف الحرجة التي تمر بها شعبنا التركماني يتطلب خطابا سياسيا مؤثرا وموحدا في الرؤى والافكار والاهداف, ولكن بعكس ذلك فاننا نلمس بان الكثير من الخطابات السياسية  الصادرة من ساستنا واحزابنا التركمانية  فيها الكثير من الاختلافات والتناقضات في الرؤى والافكار بل نشاهد في بعض الاحيان الاتهامات والتصادم في الاهداف التي من اجلها تم تحرير الخطاب مما ينتج عنها انعكاسات سلبية على الشارع التركماني ومن اهم تاثيراتها السلبية هو انقسام الشارع بين المؤيد والرافض لتلك الطرف او ذاك.

وساعطي مثالين قريبين شاهدين على التناقضات والاختلافات في الروئ والاهداف التي لاحقت وتضمنت في الخطب السياسية لقادتنا واحزابنا التركمانية

اولهما حدثت اثناء فكرة سحب الثقة من الحكومة الحالية حيث لم نلمس اي اتفاق في الراي حول ذلك وقد اصدر الكثير من احزابنا السياسية بيانات بين الرافض والمؤيد للفكرة, بل الادهى والاكثر الما صدور بيانات متناقضة تماما  من ساسة ينتسبون الى نفس الجهة التي يعملون فيها وينتمون اليها.

وثانيهما حصلت قبل عدة ايام وما زالت مستمرة حول تشكيل قوات دجلة في المناطق التي تسمى بالمتنازع عليها حيث ايضا تفاجا الشارع التركماني باختلاف الاراء وعدم الشفافية في البيانات التي صدرت من قادتنا واحزابنا التركمانية  بين الرافض والمؤيد وبين الساكت ( المؤيد)  وبين المتحفظ والمطالب بالتغيير وبين المتذبذب بين هذا وذاك.

فيا ساستنا الكرام …ان توحيد خطابكم السياسي ضروري جدا جدا وخاصة ان كان يتعلق ويرتيط بمصيرنا ووجودنا القومي في ظرف حاسم ولا مكان او مجال للتاؤيلات او الاختلافات وكما ان المسؤولية القومية تحتم عليكم على اختلاف مشاريعكم السياسية ان تقفوا بحزم يدا بيد وليس متشتتين في مواجهة كل العناوين والقرارات التي ستلحق الظلم والتعسف والتهميش لشعبكم التركماني .

فالسياسي القومي مطالب اليوم اكثر من الامس بتحمل مسؤوليته التاريخية امام شعبه والبحث عن السبل الكفيلة لتجاوز اي مرحلة عصيبة والتحرك بتجرد واخلاص من اجل مصير  شعبه وحث الجميع على تركيز جهودهم في لم الشمل وجمع الصف وفقا لما اجمع عليه الشعب التركماني الابي وداعيا ابناء التركمان بمختلف انتماءاتهم للاضطلاع بدورهم وتولي مسؤليته التاريخية وتناسي الخلافات من اجل اعلاء راية التركمان ومن اهم واجباته توفير والحفاظ على اجواء الوحدة والتضامن بين انفسهم اولا ودفع استحقاقتهم المترتبة عليهم بالتمام والكمال لناخد استحقاقتنا بالتمام والكمال .

وان الشعب التركماني ينتظر منكم مبادرات تاريخية ويتلهف لرؤية كافة قادة ورؤساء احزابنا يدا بيد ، لا متشتتين في الاراء ومبعثرين هنا وهنالك, ايمانا منا بان الوحدة واجب شرعي في معركتنا النضالية لاسترداد حقوقنا المهضومة

واليوم فجميع الساسة اللذين متواجدون في الساحة مطالبون بعدم الاتكال او الاعتماد على احد، وملزمون الزاما اجباريا بوضع خطة شاملة للتحرك السياسي الشامل وتوحيد الخطاب السياسي التركماني على اساس برنامج الاجماع الوطني للتركمان

وقد ان الاوان لتحرير انفسكم من قيود التبعييات الخاصة الخانقة و من قيود الذات والمذهبية والحزبية الضيقة لنعيش افق الوحدة والتاخي وحب شعبنا الابي والتوقف عن التجاذبات وقوموا ووحدوا خطابكم باتجاه واحد لتعطوا دلالات واضحة ودقيقة عن قوة وصلابة الشعب التركماني قيادة وشعبا .

والا فان برامجكم السياسية اصبحت مملة على الشعب التركماني بل جريمة سياسية ستلقي بظلالها على مصيرهم ومستقبلهم.

فالزميل عباس احمد شكك  في مقاله الاخير بانكم ستلبون دعوته للاتحاد ولم الشمل وستذهب دعوته ادراج الرياح كسابقاتها

اما انا فلا اشكك ولا اظن بل اؤمن كايماني بالله وبعدالة قضيتي بان دعوتي هذه ستحتل مكانه في سلة مهملات ساستنا الكرام والتي وضعت خصيصا بجانب كراسيهم العزيزة لملئها بكتابات واهات وطلبات الشعب

أما السياسة فاتركوا             أبداً وإلاّ تنموا

إن السياسة سرّها           لو تعلمون مُطلسَم

وإذا أفَضْتم في المباح     من الحديث فجَمجموا