صراع نيابي بدائي وصبياني، يتراءى للمشاهد عند مشاهدته لجلسة البرلمان العراقي، وكأنهم في حلبة للقتال، على سقاية الحجيج أو جلسة عروس يتخطبونها، أو أي عنوان يصلح للمكسب والربح، أو اللهو بعقولنا لتصورهم بأننا سذج، لا نفهم ما يجري خلف الكواليس، والذي هو عكس ما يعرض على الإعلام، وغفلوا أو تغافلوا حقيقة مَنْ جعلهم، يجلسون على كراسي الحكم. إن مفوضية الإنتخابات أوردتهم مناهل السلطة والمال، وجعلت منهم مواطنين من الدرجة الأولى، وأما مفوضية المرجعية الدينية والشعبية، ستوردهم الى مزابل التاريخ، بعد تعريتهم وكشف سرقاتهم وفسادهم.المشاهد السياسية الهزيلة التي تصدرها العراق، تحدث لأول مرة في البرلمانات العربية، حيث أخذ رجاله الأدوار الرئيسية، في هذا الفلم البطولي، حين تم انتخاب مؤسسة شبه تشريعية، داخل مجلس النواب الأصلي، بعد مخاضات عسيرة عن كيفية إجراء الإصلاحات، والتغيير الوزاري المرتقب أحدها، والتي عدتها الأوساط السياسية المعتدلة، جزءاً من عملية تصحيح المسار السياسي في العراق.يعاند هؤلاء الساسة إرادة الدولة والدستور، في أنهم يفرضون سطوتهم بإسم الشعب، لأنه تورط حين أنتخبهم، وكشروا عن أنيابهم لقضم عملية الإصلاح، دون معرفة عواقب الأمور، في الوقت الذي كان من المفترض، أنهم يراجعون ويقيمون، حجم نتائج سياسة فاسديهم في الحكومات السابقة، التي حفلت بإنجازات عالمية، أدخلتنا كتاب غينيس للأرقام القياسية، في البؤساء، والمفقودين، والنازحين، والمهجرين، والأيتام، والأرامل، والثكلى، وهم يقتسمون خيرات العراق وينهبونه، دون محاسبة أو رادعٍ يقف بوجههم القبيح. الإصلاح والتكنوقراط، وحتى الديمقراطية والنزاهة، مفاهيم جديدة، لا يعرف معناها هؤلاء الساسة المغفلون، الذين قدموا في حالة الطوارئ، ويريدون تفجير الوضع الداخلي، وزعزعة إستقراره، وهم أصلاً سبب الإنحراف في العملية السياسية، فالإنطلاق نحو الإصلاح، وبهذه الطريقة المشينة لهيبة الدولة، أمر يعرضنا لسخرية العالم، فلما لا ننظر بحكمة لوضع العراق أمنياً، وإقتصادياً، وفكرياً، وحتى رياضياً.ختاماً: ما أن بدأت مسيرة الإصلاح، تضع قدمها على الخطوة الصحيحة، وتحت خيمة عراق واحد موحد، حتى حاولوا الإلتفاف على العملية الإصلاحية، لأنها تهدد كراسيهم وكشف مستورهم، من السرقات والصفقات المشبوهة، على حساب الوطن والمواطن.