22 ديسمبر، 2024 11:13 م

سارق المال العام

سارق المال العام

ألف فتاة تتمناه وألف شاعر على بابه وألف شيخ يباركه ، إنه سارق المال العام في مجتمعنا !
في إحدى جولاتي للبحث انا واحد اساتذتي الذي فارق البلد منذ فترة فتح مجالا للأسئلة بيننا ، سألني: لماذا هذه اللعنة الدائمة لبلدنا برايك دكتاتوريات ، نهب خيرات ، فساد ، حروب أهلية وأوبئة ؟ كنا صغارا يقال لنا بأن المستعمر هو سبب كل هذا البلاء ، كبرنا وفتحتا أعيننا على دول آسيوية في قمة التطور وتنعم بالسلام والديموقراطية وهي أفقر منا موارد طبيعية ، وكانت خاضعة لنفس المستعمر وحصلت على الإستقلال في نفس الفترة تقريبا مع دولتنا ، فما المشكل معنا ؟
لا أعرف إن الأستاذ قد افرط في الانسجام مع تلك المجتمعات وأصبح لا يرضيه حديث او نص ديني في تشخيص الواقع، ولكن جوابي كان يترجم حرفية للحديث النبوي ” مثلما تكونوا يولى عليكم ” ، حكامنا والنخبة السياسية أبناء مجتمعاتنا ، هم عينة من مجتمعاتنا، فإن كان الكذب والسرقة قيم إجتماعية ولا عيب فيها ، فلا عجب أن يسرق السياسي ويكذب ، ستتغير أحوالنا للأحسن حينما تتغير قيم مجتمعاتنا للأحسن .
لا دخان من غير نار ، ولا نفاق من غير مجتمع يتقبله ، وكل مبادرات النفاق والتزلف التي تشاهدونها اليوم بالبلد لم تأتي من فراغ ، فشجرة النفاق وجدت تربة خصبة في مجتمعنا فأينعت وأثمرت ، فالمنافق عندنا لا حياء له من فعلته بل يعمل جاهدا ليعلم بها الجميع ، فهو متأكد من أن المجتمع سيجله ويقدره بمجرد قطفه ثمرة نفاقه منصبا كان أم مالا .
ويحدثونك عن القيم !!