طِرادٌ مُمْحِلٌ
مُذلٌّ كل يوم
ما له سكوتٌ يسرُّ
أو يرثه عزٌّ
نظيرْ ,
يرى ركوب الريح
سجيةً
ويراه الغريب مخلولآ
خطير ,
الشمس أهون عنده
من الظِلال
وسيّان عنده
يأسرك الطرف عليه
أو يستريب
نكير ,
يحب ان تراه جوّابآ
وثوبه من الأزرار
سليب وشأنها
عذير ,
يستطيب العذاب بالجسم
والفم هطّالٌ
سكيب ..
وهوب ..
درور .
*****
هكذا منذ عامين
سارب بالنهار
وراء الفَرَاش
يستروح الغبار
الذرير ,
نحو ايكٍ بعيد
يفضي الى ظلٍ
على كره
يستجير ,
فيدنو من فرط المشقة
الى غدير لنزيله
حفير ,
دنوَّ الفَرَاش
إذا عنّت الى زهر
تسلُّ الشهد
من إكسير ,
وشرُّ البلية أمران
لَعِبا به منذ عامين
شيب الضجر
وفراق بيت
أجدبٌ بالودّ
قتيرْ ,
وجهالة عقل
كلما فككت حبل أنينه
واكرمته بالعفو
يعود اليك
جرير,
أركباه بمرِّهِ
محفّة الريح, ملتاعآ
من هجر أمٍ أنَّسَتهُ
صغير ,
الى حاضر آلهةٍ
خرساء إلا من طنين
دأبن على حقلٍ
بالورد
حصير ,
يجمعن الرحيق حينآ
وحينا الى مفازة
تطير ,
وعلى مقربة
ظل يمشي بالهوى
بلا ظل أو قلب
بصير ,
طورآ يطوف
على منزل مغلق الابواب
ما بات مهويّآ
يجير ,
كظالم أعجف دهره
على ضريح
يطوف به كسير ,
فيمسح الجدران
بالكفين مطأطأ
كأنه شرودٌ
تاب حسير ,
ويدسّ بين الشقوق
الأذنين
كمن يجسّ النبض
للقلب المرير ,
عسى الشقوق
تدرّ أنين من حَنا عليه
غرير ,
وطورآ يترقّب
لا لشيء سوى الحنين
الى صوت وجيعة
أسكتها صبر
ضرير ,
وشوقٌ ..
الى جلبة نزاع
أمدّه بفرس الرحيل
الكدير ,
ولم يجد غير الصمت
بالجدران
وهل للباب المغلّق
صرير ؟!
فيصفق باليدين ساربآ
في وهج النهار
يطارد الفَرَاش
شعث الجسم
بلا كسوة تَسَع النفس
او حظوة تصيب
ذخير,
خائبآ متعودآ
كدأبه منذ عامين .