بين الكاشان الايراني والشمعدان اليهودي ثمة فرق كبير ليس فقط في الرؤوس السبعة للشمعدان ولابعدد عقد الكاشان . بين موعود الميثولوجيا وقداسة الرقم (سبعة) عند اليهود والافراط المقدس بالتفاؤل لما يمثله الرقم(سبعة) من دلالة رمزية في الميثولوجيا اليهودية .
وبين الكاشان الايراني الذي يمثل ستراتيجية الصبر الطويل ومهارة اليد وعقد الحياكة ، فكلما زادت هذه العقد كلما رصن انجاز السجادة وكملت مهارة صنعها . هنا تختفي الميثولوجيا وياتي الامر الواقع وصوغ المعادلات . اسرائيل التي دابت على نوع من الحروب الانفرادية حيث تختار هي الزمان والمكان ، والزمان هنا يحمل ايضا رمزية دلالية هي رمزية وقداسة الرقم(سبعة) ، فحرب حزيران 1967 حسمتها اسرائيل بسبعة ايام ، وهي بذلك وظفت مفهوم القداسة بهذه الحرب ، وفي حرب تشرين 1973 اختارت اسرائيل الزمان والمكان ايضا فكانت حرب السبعة ايام . وفي حربها ضد غزة في 7 تشرين اول 2023 تغيرت حسابات البيدر لتحيلها إلى سبعة ايام وسبعة اشهر وربما سبع سنين قادمة .
هنا تحول ايحاء الرمزية الدلالية للرقم (سبعة) إلى حرب (القيامة) كما وصفها نتنياهو وهذه الاخرى احالات دينية تلمودية . وقد تجسد السردية التلمودية عند الاسرائيليين اختيار التوقيت في شهر حزيران 2025 ليعيد الكرة على صانع الكاشان ليحيلها إلى ضربة جوية استباقية خاطفة ويحقق بذلك واحدة من السرديات المروية التي هذه المرة اسمها (الدفاع النووي عن اسرائيل) . وبين الميثولوجيا وصناعة الكاشان انقلبت تاويلات الاحبار والاساطير ومدارس التحليل وتباشير اليوم الموعود . فالرد الإيراني كان صاعقا ، متجاوزا مديات الايام الموسومة بالرقم (سبعة) ،وتتغير قواعد الردع من ردع تقليدي إلى ردع بالستي ، وتتغير موازين القوة إلى توازن القوة ، وتدخل ايران مرحلة توازن القوى العالمية مقابل محمية امريكية اسمها إسرائيل ترى ان لها اليد الطولى في احداث التوازنات الاستراتيجية في المنطقة . الآن كل شيء ينقلب والمعادلات تتغير ويبرز السؤال القديم الجديد ، اين العالم بين نظام القطبية الواحدة او نظام الاقطاب المتعددة …؟!