22 ديسمبر، 2024 11:08 م

سؤال للسوداني …أين نور زهير ؟

سؤال للسوداني …أين نور زهير ؟

قضية لم تحيّرني فقط ، بل شغلت بالي وبال العراقيين جميعاً ممن يهتمون بحال الفساد في هذي البلاد !
حين أطل علينا السيد رئيس الوزراء محمد السوداني وأمامه اكداساً من الدنانير العراقية مبشراً إيّانا ومشيراً الى الاموال التي قال عنها بانها ربع اموال منهبة العصر ، وان الباقي في طريقه الى خزائن الدولة خلال اسبوعين ، استبشرنا خيراً وقلنا بداية الضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين .
مرّ الاسبوعان ثم شهران وتلاهما شهران آخران ثم مرّ الزمان والزمن معاً لنكتشف ان اليد الحديدية كانت تحمل سيفا من الخشب ، وان نور زهير يطلق سراحه بكفالة ، والا كثر ادهاشا صدور القرار الغريب برفع الحجز عن امواله المنقولة وغير المنقولة ، وفوق كل هذا وذاك فان القضية ذهبت الى عالم النسيان ، سوى ماقاله السيد السوداني في آخر اجتماع لمجلسه ” احذروا الفاسدين ” وكأن نور زهير ليس من بينهم ولا من حيتانهم ولا من واجهاتهم ..!
والنتيجة قبض ريح كما يقال ..!
الغريب في الامر ان السوداني نسي وعده ونسي الاسبوعين وكأنهما ليس من هذا الزمان ، وراح يحذر وزرا ء حكومته من الفاسدين ، وكأن أحد زعمائهم لم يكن في قبضته ثم طار على بساط الريح العراقي !!
ليسمح لي السيد السوداني ان أذكره بآخر سرقة سياسية في النرويج وكيف تعاملت الحكومة النرويجية مع سارق نظارة شمسية من متجر في السوق الحرّة بالعاصمة أوسلو ، وهو زعيم حزب ونائب في البرلمان .
ملخص القضية ان كاميرات السوق الحرة رصدت زعيم سياسي ونائب برلماني يسرق نظارة شمسية أعجبته قيمتها 50 دولاراً، فأخبرت البائعة شرطة السوق التي سرعان ما القت القبض على الزعيم والنائب ، ففي تلك البلاد الكافرة لاحصانة للنائب ولاخطوط حمر للسياسي في قضايا الفساد !!
ورغم تبريراته للشرطة واعتذاراته المتواصلة لوسائل الاعلام التي انشغلت بالحادثة واعتبرتها ” سرقة القرن ” وقوله “أصبت بالذعر بمجرد ملاحظتي للخطأ”، الا ان الشرطة قاضته مباشرة دون الحاجة الى هيئة نزاهة وغرّمته 300 دولار ، أي ستة اضعاف سعر النظارة موضع الحدث !
هل انتهت القصة الى هذا الحد ؟
كلا أيها السادة العقوبة الأخرى كانت تنتظره من حزبه الذي سحب عضويته من البرلمان واستبدلها بنائبة لاتغريها النظارات الشمسية، فضلاً عن ، سحب عضوية رئاسة الحزب منه وهو الذي بسياساته ضاعف نواب الحزب اربعة أضعاف !
ولم تقف الحكاية عند هذه الحدود فقد انتشرت في وسائل الاعلام النرويجية صفة ” سارق النظارة ” على النائب والزعيم السياسي الذي انهت حياته السياسية سرقة نظارة لايتجاوز سعرها الخمسون دولاراً !
هل تحدث مثل هذه القصة في بلاد العجائب ؟
سؤال ستجيبنا عليه الاجيال القادمة كقصة من قصص الف ليلة وليلة !!!