23 ديسمبر، 2024 1:09 ص

سؤال إفتراضي …وحقائق ثابتة .. 

سؤال إفتراضي …وحقائق ثابتة .. 

هناك توقعات بفوز هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الامريكية المقبلة لتكون أول إمراة ترأس الولايات المتحدة ، وأقوى سيدة في العالم لدولة تعد الاعظم ، وهو التغيير الثاني فيها في حالة فوزها ، بعد أن أصبح رئيس البيت الابيض ليس ( أبيض ) كما جرت العادة قبل فوز باراك اوباما لدورتين رئاسيتين ..

مثل هذه التوقعات مبكرة جدا .. ولذلك لا أريد في هذه الاسطر القليلة مناقشة فرص الفوز والخسارة لاي من المرشحين ، وإنما أعتمد فرضية تقوم على خيار واحد ، هو فوز كلينتون لغرض معرفة جواب سؤال افتراضي … وهو : هل يمكن ان تكون أمريكا أكثر انسانية في ظل قيادة إمراة..؟ وهل ستشهد تغييرا جوهريا في سياستها ، ، وتكون لكلينتون بصمة واضحة مختلفة في تاريخ الولايات المتحدة والعالم ، أم أن السياسة واحدة ، وهي بلا قلب في كل الحالات ، سواء في ظل قيادة جمهوري أو ديمقراطي ، وسواء كان رجلا أو إمرأة …والحكم – أي حكم في العالم – يتعامل بالعاطفة والقوة معا ، ولكل منهما مجاله …فما بالك بدولة لم يعرف عنها غير القوة الغاشمة والتسلط والجرائم ضد الانسانية ، والعراق من ضحايا قوتها غير المبصرة وغير العادلة …؟! فالمرأة عامة تغلب عليها الرحمة واللين والعاطفة والهدوء والصبر

بحكم طبيعتها الانسانية ، وهي صفات هيأها الله لها لتربية طفلها وادارة بيتها…..

فهل ستكون كلينتون ضمن هذه ( القاعدة الانسانية ) خارج بيتها ، وستصبح لها بصمتها ( النسائية ) الواضحة في السياسة الامريكية أم لا ؟…. وهل ستكون لخدماتها السياسية والدبلوماسية أثرها في التغيير ، ونبذ سياسة القوة والعنف أم أن السياسة الامريكية واحدة بغض النظر عن جنس الرئيس ، أو إسم الحزب .. ؟..
اسئلة كثيرة تدور في هذا الاطار ، وهي ضمن التخمين والتوقع ، لكن المؤكد ان العالم جرب السياسة الامريكية مع كل الرؤساء من الجمهوريين والديمقراطيين واكتوت شعوب عديدة بنارها ، وهي واحدة ، وترسم خارج الرئاسة ، وتدار من قبل مؤسسات عديدة ، تعد الرئاسة واحدة منها .. ولذلك من المستبعد أن تتغير في حالة فوز كلينتون .. ومما يساعد في هذا الرأي .. أن حياة كلنتون واضحة ، فلم تكن بعيدة عن البيت الابيض فكانت لسنوات هي السيدة الاولى ، وقريبة لزوجها بيل كلينتون ، ووزيرة خارجية لسنوات في ولاية اوباما ، وهي نفسها وافقت على احتلال العراق اثناء عضويتها لمجلس الشيوخ الامريكي ، وإن إعتذرت عن قرارها الخاطيء فيما بعد .. ولكن هل ترتب شيء على هذا الاعتذار عندما كانت وزيرة خارجية.. ؟.. وهل غير شيئا في السياسة الامريكية ؟.. وهل كانت
له تبعات قانونية لصالح العراق ، وتعويضه عما لحقه من خراب ودمار وضحايا يدفعها الى اليوم ..؟
وفي ضوء تلك المعطيات يصعب تصور أن تتغير امريكا خاصة في سياستها الخارجية ، في حالة فوزهيلاري كلينتون أو غيرها .. لانها تقوم على ثوابت لا تتغير مع هذا الرئيس أو ذاك … وعليه قد يكون الرهان على كلينتون من زاوية واحدة خاسرا ..