18 ديسمبر، 2024 7:53 م

سأقضم إصبعي الذي إنتخبكم…

سأقضم إصبعي الذي إنتخبكم…

حكمت المحكمة على إصبعي بالإعدام، ذبحاً بالسكين حتى الموت، على الجرم المشهود، الذي دونته سبابتي بمداد محبرة الخيانة، لأنه بصم على شفاه ورقة الاقتراع، بصمة عار سلطت مجموعة سراق نهبوا البلاد من أقصاها إلى أقصاها، ليأتوا اليوم ليتنكروا خيانتهم لنا، فتراهم كلاً يلقي باللائمة على غيره، ويقول لست انا الجاني.

بالأمس شاهدتهم بعيني، وسمعتهم بأُذني، فلا تزال صورهم وأصواتهم في مخيلتي، وهم يتقاتلون من اجل المناصب والحصص، وكلاً يدعي خدمتي, وحمايتي, وحفظ حقوقي، فما إن جلسوا على كراسيهم البالية حتى تنصلوا من وعودهم الكاذبةُ، وبدأو يقضمون مال الله والشعب كقضم الابل لنبتت الربيع، حتى اصبحت تلك البلاد الخضراء قاحلةً، سرقوها ونهبوا ثرواتها في وضح النهار، ثم تنصلوا من الوزارات التي تقاتلوا عليها وتهربوا من مسؤلياتهم، ذكروني ((بالنشالة) ” سراق الطرقات”، الذين يبحثون في جيوب الفقراء ليسرقوا قوت عيالهم.
فنراهم بين الحين والآخر يصرخون اننا نبحث عن الكفائة والنزاهه, نبحث عن الصدق والامانة، نبحث عن المهنية والتكنوقراط، لقد بان لنا إن من اوكلناهم امور العباد سراق بإمتياز؟، دافعنا عنكم في السر والعلن؟ اما قلتم إنا جئنا لنزيح عنكم غبار السنين، وظلم الحاكمين، فأعطونا وزارات الخدمة لنحييكم، صدقناكم ونحن غافلون، نسينا إن وزارت الخدمة هي الادسم، وهي بعيدة عن انظار الناس، لأنهم مشغولين في الامن والارهاب والكهرباء.

لكننا لن ولم نترككم، سنصدق هذه المرة مع انفسنا ليهبنا الله القوة والعزيمة، لأخذ ثأرنا منكم ونرجع كل حقوقنا التي سلبتموناها في وضح النهار.

سوف اهرب من قاعة محكمة العار، التي لا تحكم الا على الفقراء، سأهرب بأية وسيلة، لأكفر عن ذنبي وجرمي، فهي لن تقل فساداً وخيانةً عنكم، تغمض عينيها عن بارونات الفساد، وتحاسب الصغار على الفٌتات، لأعود في القادم لأنتخب الصادق الامين، لأنتخب من ضحى بكل شيء, من اجلي وانا غافلاً عنه، لأني صدقت اكاذيبكم وتزييفكم وخداعكم، سأنتخب الذي لا يعلو صوتاً على صوته من اجلنا، سأنتخب الاصدق والانزه والانبل، لا الذي يدعي أنه حامي الرعية، صدعتموا رؤوسنا باصواتكم النشاز، في الليل والنهار، وكل مدعي كاذب الا بالدليل، وإن الدعاة لا دليل لدعواهم.

سوف ابحث وابحث وابحث عمن يمثلني تمثيلاً حقيقياً، لا تمثيلا شكلياً زائفاً.