بما انني مفلس ماديا هذه الايام ولست متعثر ماديا لأن هنالك فرق بين المصطلحين لأن الافلاس يعني انني لا املك قرشا في جيبي والتعثر المادي يعني ان هنالك مبلغا من المال لا يكفي لتوفير كل المتطلبات والحاجات لذا ينطبق على النوع الاول الا وهو الافلاس لذا فمن الطبيعي فلسفيا وعقليا وعلميا ان اكون مكتئب معنويا وروحيا ففي الايام الاولى لظاهرة ازمة دفع وتأخر الرواتب كنت مفلس معنويا وروحيا ولكن الان تطورت حالتي الى الاكتئاب وهذا طبيعي فلكل مرحلة ظروفها …..
بعد سرد هذه المقدمة القصيرة عن حالتي كموظف حكومي مفلس ماديا ومكتئب معنويا وصلت في المحصلة النهائية الى ان اضع استراتيجية تتوافق مع الوضع الحالي الذي اعيشه فقررت الاتي …..
1- الاستغناء عن الموبايل وذلك عن طريق عدم شحنه بالرصيد لأنني لا املك ثمن تذكرة شحنه المادية لذا لن استطيع الاتصال بأحد وموبايلي بلا رصيد ولهذه العملية فائدة لم ادركها قبل الان فهذا يعني انني اعلنت تمردي على التكنولوجيا والعولمة وهذا بحد ذاته انتصار لي كثائر مفلس ماديا ومعنويا وثوريا في هذه الحضارة البشرية …..
2-قبل ازمة البنزين وارتفاع سعره كنت اقود سيارتي دون ان انظر الى عداد الوقود فكنت اتصعلك بسيارتي هنا وهناك دون ان احترم شخصية هذه الثروة الطبيعية التي تسمى بالبنزين لذا اليوم بدأت امارس رياضة المشي والاستغناء عن السيارة لذا اخذت لسيارتي صورة تذكارية بجانب صورة اخرى لعداد الوقود وهو مضيء باللون الاحمر …..
3-اليوم اكتشفت شيئا مميزا وهو بما انني مفلس ماديا ومكتئب معنويا فمعنى هذا انني بارد جنسيا ولأول مرة في حياتي اشعر انني لا ارغب بممارسة الجنس …..
وبما انني مفلس ومكتئب فمعنى هذا انني لا استطيع السهر مثل ايام العز عندما كنت استلم راتبي بأنتظام ولن استطيع ان اشرب كأس ويسكي او شراء قنينة نبيذ احمر لأنني لا املك المال …..
فالجيب الفارغ والحالة النفسية الكئيبة جعلتني اعلن تمردي على ممارسة الجنس فبدون فلوس وويسكي ونبيذ احمر وعشاء فاخر يتكون من تكة جاج وشاورما لحم غنم صافي لن يكون للجنس لا طعم ولا رائحة …..
4-اليوم اخرجت ورقة وقلما وكتبت فيها كل حاجياتي الثمينة التي املكها في حالة قررت ان ابدأ ببيع ما املك من اشياء رائعة وجميلة وثمينة جمعتها في مسيرة حياتي …..
فأنا املك مجموعة من السكاكين الصغيرة الراقية وعلى رأسهم مجموعة سكاكين الجيش السويسري المشهرة عالميا واملك مجموعة من اقلام الباركر الاصلية التي تعبأ بالحبر وبعض الاقلام المطلية بالذهب واملك مجموعة من السبح او السبحة احجارها مصنوعة من افخر انواع البلاستيك والحجر واملك مجموعة ساعات راقية وولعات سجائر راقية مثل ماركة زيبو الامريكي الاصلي اضافة الى امتلاكي لمكتبة تحتوي على اكثر من 1000 فلم عالمي و500 قرص موسيقي غنائي متنوع ومجموعة كبيرة من مجلة العربي الكويتي وناشيونال جيوكرافيك والحوادث اللبنانية …..
المهم في كل ما اسلفت بذكره اعلاه انني سأستطيع ان اعيل عائلتي بثمن هذه الاشياء الى حين ان اقدم عريضة رسمية لعائلتي من جهة الام والاب اطلب فيها ارسال مساعدات مالية لي لكي اوفر طلبات وحاجات عائلتي وابنائي بشكل خاص فهم لا يستطيعون ممارسة حياتهم اليومية دون ان اشتري لهم يوميا عدة اقراص من العاب البلاي ستيشن لكي يتعلموا كيفية مواكبة الحضارة الاوربية عن طريق لعب الاتاري كمرحلة اولى …..
فأنا مستعد ان افرط بكل شيء املكه بل سأبيع فانيلة المنتخب الهولندي الذي اشتريته من افخر متاجر اسطنبول وسأبيع صورة جيفارا واطارها المصنوع من خشب فاخر ولكن لن افرط ببيع سيارتي التي اشترتها امي لي ولن ابيع بيتي الذي هو ايضا هدية امي لي في عيد زواجي ولن ابيع البلاي ستيشن 4 الذي اشتريته براتبي في زمن العز والنغنغة لأبنائي فكل شيء يهون في هذه المرحلة العظيمة والخالدة من حياتي كموظف حكومي مفلس ومكتئب ولكن لن افرط …..
بسيارتي ببيتي بالبلاي ستيشن
فهدايا امي لي كنز لا يقدر بثمن امي بنت الحسب والنسب امي مخترعة اسس ومبادىء الكبرياء فالحروف والكلمات لا تسعفني لكي اصف ملاحم وبطولات وانجازات امي بشكل خاص وحصري معي
والبلاي ستيشن 4 هو خط احمر فهو شرف ابنائي في دفاعهم عن قيم ومبادىء الطفولة …..