لقد منٓ الله على خلقه في هذه الحياة بتكريمه على المخلوقات الأخرى فاحسن خلقه .وأعطاه الخلق الحسن وميزه عن غيره بالعقل البشري ..
ومكارم الله علينا كثيره ومن أحدها وهبنا المال والبنون زينة لهذه الحياة..فأعطى قسماً منا المال ووهب الآخر البنون ووهب الأغلبية المال والبنون..وهذه حكمة ربانية لايعرفها الا من أعطاها وهو على كل شيء قدير.
والمفارقة في موضوعنا هذا ان قسم من بني البشر يتعالى على هذه النعم في حين غيره يعاني من الحرمان..
سوف أتطرق في هذه السطور الى هبة الله البنون فالأب عندما يكبر احد أبناءه ويصل العشرينات أو الثلاثينات مازال ينظر له كأنه صغير في عمره ويتناسى عندما كان في هذه المرحلة من العمر كان يقود أسرة ولديه شخصية مستقلة..
فالحرص على الأبناء يجعل من الآباء المحافظة على توازن الأسرة وهذا التوازن يتطلب دوماً قيادة واحدة للعائلة حتى لاتكثر الربان وتغرق السفينة ..
فالحرص الشديد احيانا يزعج أبناءنا بعض الشيء وفي حالات معينة ولكن النتيجة تبقى هذه الأسرة متماسكة وقوية ولاتهزها الرياح وخاصةً نحن في بلاد عواصفها كثيرة جداً واحياناً مدمرة …
وهنا يكمن دور الأب كقائد ناجح بقيادته وراعي مؤتمن لرعيته تساعده الأم الناجحة والأسرة المثقفة ويعبرون دوماً من هذه العواصف الى بر الامان..
أما فارق العمر اخي القارئ الكريم فمازلنا ننظر إلى أبناءنا وبناتنا مهما كبر بهم العمر فهم صغار وهذه غريزة الأبوة داخل نفس كل أب .
امس شاهدت ابني الكبير عبدالكريم وهو معلم وحاليا طالب جامعي وقد قارب الثلاثين من عمره .بارك الله له فيه وابني الصغير وكما يقولون آخر العنقود حماد وعمره تسعة سنوات وهم يتمازحون بمزاح الإخوة الصادقة كما في الصور المرفقة ونظرت إليهم وشاهدت الصغير يركض خلف الكبير وتغبطهم الفرحة الأخوية وعندما رأيتهم تذكرت انني أمام ابناءئي وهم في عمر الطفولة ومازالت براءتهم في وجوههم تعلوها ابتسامة حقيقية نابعة من القلب .وبعفوية تامة قلت لهم اجلسو انتهى المزاح وتناسيت انني امام احد الرجال له دور في قيادة المجتمع ..
لقد كانت لقطة جميلة جداً وانت ترى ابناءك في هذه الصورة العفوية وهم يعيدون مجد طفولتهم وانت تنظر إليهم ولسان حالك يقول الا ليت الشباب يعود يوما ً .وهذه هي سنة الحياة وسنة الله في خلقه لقد زرع آباؤنا فحصدنا ونزرع نحن اليوم فيحصدون …