واهم من يتصور أن الشعارات التي رفعتها دولة بني العباس، بثورتهم ضد بني أمية صادقة! بل هي الكذب المحض والتورية، التي رفعت شعار بشكل، وطبقت الشكل الآخر، صاحب الوجه القبيح، الذي سار بمنهج معد من قبل أولائك، الذين إستغلوا جمهورهم، الذي ضاق ذرعا بسياسة بني أمية، وكان أقبحها قتل سبط النبي الأكرم، “صلوات ربي وسلامه عليه” فكان إستدراج الناس في ذلك الحين سهل جداً، بإستغلال عواطفهم التي تكّن الحب للآل البيت، صلوات ربي عليهم أجمعين .
بعد معركة الطف الخالدة، إذ كانت إختصاصية بالقضاء على الحسين، “عليه السلام” وأبنائه وأصحابه بامر شارب الخمر، وقاتل النفسة المحرمة، تصور يزيد عليه ما يستحق من رب العزة والجلالة، أنه ربح المعركة، وإستتبَ لهُ الأمر، لكنه كان واهماً والآتي أعظم، وما أن أمر بجلب السبايا، كما كان يصوره للمجتمع آنذاك، ودخولهم مجلسه، والتشفي بالشهداء! إنبرت له عقيلة الهاشميين “زينب ” عليها السلام، والقمته الحجر، وفي عقر داره، وهو المنتشي بذلك النصر المزعوم، فكان أول إنقلاب لدولتهِ .
بني العباس لو كانوا صادقين النوايا، كما صوروا للناس، ورفعهم شعار يا لثارات الحسين، أين كانوا عندما حاصر جيش بن زياد الحسين وأصحابه؟ وسوقهم الى كربلاء! لتكون واقعة الطف الخالدة، اليس الأجدر مناصرة سبط الرسول، والانقلاب على تلك الدولة، التي بنيت على قتل النفس المحرمة، ونفي كل من يتصدى لهم، وأبي ذر الغفاري رضوان ربي عليه، كان ضحية أحد الخلفاء، عندما أسر به للشام، وبعدها تم نفيه للربذه! بعد فضحه أمير الخمر يزيد وأعوانه بالشام .
كلمات أطلقتها بلسان عربي مبين، ومنظوم كأنه كُتِبَ على يد أمهر ناظمي الشعر أو الخطابة، بل كان أفصح من شعراء الجاهلية، الذين يُضْرَبْ بهم المثل، لثقل الكلمات ومعانيها، وفي عقر دار الخلافة آنذاك، ” أضننت يا يزيد أظننت يا يزيد ـ حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فاصبحنا نساق كما تساق الأسارى ـ أن بنا هواناً على الله وبك عليه كرامة، لتختمها بكلمة والله لا تمحوا ذكرنا ولا تميت وحيينا” وهنا خرست الالسن وصُمّتْ الآذان!.
من هنا بدأ سقوط دولة بني أمية، بكلمات زينب عقيلة الطالبيين عليها السلام، فكانت أول لبنة في سقوط دولة الخمر والفجور والقتل، وانتصار الدم على السيف إستغله العباسيين! لان الطريق كانت ممهدة، لهم فاستغلوها وسقطت بذلك دولة آل ابي سفيان، الذي ما تجيش جيش ضد النبي محمد، إلا وعلى رأسه أبا سفيان، وبعد ما تمكن منهم رسول الإنسانية محمد صلوات ربي وسلامه عليه، أطلقهم! والكلمات دليل “ملكنا فكان العفو منا سجية ولما ملكتم سال بالدم أبطح” .
زينب لها الفضل على بني العباس، لانها أسست سقوط أول لبنة لدولة بني أمية، وغضب المسلمين بعدما عرفوا الحيلة والغدر، الذي سار بركبه يزيد ومن معه من أصحاب الكأس، الذي يتعاطاه مع ندمائه، وقتل الحسين وأصحابة بكذبة الخوارج، فكان غضب الشارع عليه مرتين، الأولى القتل، والثانية نعت المسلمين بالخوارج، والسير ببنات الرسول صلوات ربي عليهم، بالشوارع! وعرضهم على الناس، والتحريض على شتمهم، ونعتهم بابشع النعوت !.