23 ديسمبر، 2024 3:07 ص

زينب بنت علي… قراءة جديدة

زينب بنت علي… قراءة جديدة

يبدو ان الحزن والحسرة هو مستوى من مستويات فهم القضية الحسينية… وينعكس غالبا، هذا الفهم على حركة السيدة زينب (عليها السلام)… لذلك نحتاج الى فهم اعلى، نظرة من فوق، ومن زاوية المعنويات.
فقد نحصل على قراءة جديدة، تضاف الى تلك القراءات الدنيوية الحزينة.
وهذه القراءة الجديدة هي صورة وردية مشرقة.. تستلهم مشاعر الفخر والعزة من موضوعية زينب في يوم العاشر. وهي تقف بين جثث قتلاها… ثم ترفع يدها الى السماء وتقول:
“ربنا تقبل منا هذا القربان”
وهذا اعظم موقف عرفه تاريخ النساء، فضلا عن تاريخ البشرية جمعاء.
▪️لذلك هنا، لا نتطرق للصورة الحزينة، لانها المشهورة، المتكررة، التقليدية، بل سوف نقدم صورة الفرح والاحتفاء بالانتصارات الزينبية، وهذا يطرق لاول مرة…
وهذه الانتصارات هي كالتالي:
🔘 الانتصار الاول:
وهو ذلك النصر الزينبي المبين في يوم عاشوراء، في ساحة المعركة.
كيف؟
لاحظ حبيبي:
ان السلاح الاول والاخير بيد السلطات والحكومات هو التخويف بالقتل، لقمع الثورات والتظاهرات، مثلما لا حظنا ذلك في العام كله، في اوربا واسيا وافريقيا، وفي العراق وفي ايران…
الحاكم الجائر يواجه التظاهرات السلمية بالسلاح والقتل، لانه لا يملك غيرها .
فماذا تمتلك الثورة او المعارضة.. اقصد ماذا تمتلك زينب مقابل السلاح والقتل الحكومي؟
▪️ لقد امتلكت زينب بنت علي الشجاعة، لتقف وتنتقد قائد الجيش، بل توبخه حتى البكاء.
فقد ورد ذلك الحادث بطرق مختلفة منها عن ابي مخنف، ومضمونه التالي:
خرجت زينب بنت علي عليه السّلام و هي تقول: “ليت السماء انطبقت على الارض..
يا عمر بن سعد أيقتل ابو عبد اللّه و انت تنظر اليه …
ودموع عمر تسيل على خده و لحيته و هو يصرف وجهه عنها…
▪️ويمكن القول: ان زينب بنت علي قد اثرت على معنويات جيش الحاكم، فضلا عن الاثر العقائدي والتاربخي.
1️⃣ تعطيل الفعل السلطوي، اي تعطيل الارهاب والتخويف الذي يصنعه الحاكم، وذلك بثباتها في ساحة المعركة، والحفاظ عل رباطة الجأش. لقد كانت كذلك بكل وضوح تاريخي. لم تخذل الثورة ولم تتراجع.
وبالتالي، ابطلت سلاح الحاكم. بل صارت النتيجة عكسية وضد السلطة، وتكاثرت تلك النتائج مع مرور الزمن، حتى اتسعت القواعد الشعبية للثورية، كما نراها الان.
2️⃣ يتبع
هذه خطوة في اتجاه الانتصارات الحقيقية ..وللحديث بقية.