عبر حقب التأريخ العربي, كانت المرأة تعاني, من الاستخفاف بقدراتها, ولا يقيم لها وزنا, فقد كان المجتمع, ولايزال في بعض البلدان رجولياً.
عند وقوع معركة كربلاء, كان يظهر الرجال, منهم مَن كان يرتجز شعراً, ومنهم من يخطب ببلاغة, ناصحاً ومذكراً بإمامة الحسين عليه السلام, إلا أن هناك, وفي داخل خيمة العِيال, كانت طاقة لم يُحسب حسابها, إنها زينب بنت علي عليهما السلام.
أسئلة كثيرة ولغطٌ, دار ويدور حول, جلب الحسين عليه السلام, للنساء والأطفال لكربلاء, التي يعلم مسبقاً, أنها ستكون أرض معركة, يستشهد فيها الكبير والشاب, ولا يسلم حتى الطفل الرضيع, من حقد الجيش الأموي, الذي يقاتل دون ذرة من الإنسانية, فلا هم له سوى, أن لا يبقي لبيت النبوة من باقية.
حوصر الحسين عليه السلام وعياله, وسيق البقية من الأطفال والنساء, سبايا وقد غطى جيش يزيد, على جريمته, أن هؤلاء هم سبايا خوارج, لذا تَحملت زينب عليها السلام, أعباء الاعلام الحسيني, والوقوف لشرح القضية الحسينية, وكانت صرخة بوجه الظالم.
عراقنا الجريح الصابر, مليءٌ بالنساء المُضحيات, اللاتي يجب رعايتهن, وكم من بين تلكم النساء, من يحمل من العلم والكفاءة, ويجب الاستفادة منهن؟, ليكون مجتمعنا حسيني المبدأ والتطبيق.
لقد تقبل علي بن الحسين عليه السلام, أن تتصدى عمته زينب عليها السلام, فهل من مانع مشاركة النساء؟ أم رجعنا للجاهلية, ورجولية المجتمع؟