18 ديسمبر، 2024 11:22 م

زيلينسكي , ” خيرسون ” و موسكو .!

زيلينسكي , ” خيرسون ” و موسكو .!

 ضمنَ فلسفة وسيكولوجية الإعلام , فرضَ الخبراء الأمريكان المختصّون على الرئيس الأوكراني ” منذ اندلاع الحرب مع روسيا في شباط \ فبراير الماضي , أنْ يظهر على شاشات التلفزة بنحوٍ يوميّ للإدلاء بأيّ تصريحاتٍ وطنيةٍ – عاطفية بشأن الحرب ومهما كانت , وذلك بغية ترسيخ الصورة الذهنية وشرعنتها لدى الجمهور الأوكراني , وحتى على مستوى الرأي العام الغربي , وليس منفصلاً ذلك بتكرار واعادة صورة زيلينسكي بذات ال ” تي شيرت ” او الفانيلة العسكرية باللون الكاكي , لإظهاره متفاعلاً مع ما يجري من مجرياتٍ في ميدان المعركة من قصفٍ وموتٍ وتدمير .

الرئيس الأوكراني قد يغدو هو الشخص الوحيد الذي يعمل ويتمنى إطالة الحرب الدائرة مع روسيا الى اقصى مدىً , إذ ذلك يرتبط بوجوده في موقعه وحتى في حياته .! , اذ يمكن القول أنّه تسبّب في جرّ موسكو للمعركة مع بلاده , بمغامرته ومقامرته الوديّة لطلب الإدارة الأمريكية للإنضمام الى حلف الناتو , وبالتالي نصب قواعد صواريخ الحلف على الحدود الأوكرانية – الروسية , وما يتبع ذلك بتفاصيلٍ عسكريةٍ اوسع وأشدّ !

هل مواجهة روسيا كدولة عظمى , وكانت مركز وقلب حلف وارشو السابق بهذه السهولة .! , بماذا ولماذا يُنسب تشظّي الأقتصاد الأوكراني وتهرّؤ بنيته التحتية والفوقية , فضلاً عن تهجير الملايين من المواطنين الى نحو عشرةِ دولٍ مجاورة وغير مجاورة .! وتقتضي إشارةٌ اخرى بأنْ كلّما وصلت شحنة اسلحةٍ اوربيةٍ – امريكية الى الجيش الأوكراني , فيعني ايضاً قتل اعداد اضافيةٍ من الجنود الأوكرانيين .! , عبرَ ومن خلال حصول وسيطرة القوات الروسية على غنائمٍ من تلك الشحنات , ومنْ ثَمّ ارسلتها موسكو الى طهران مجاناً او كهدايا , بعدما اكتفت بالجزء الأكبر منها .!

    الإنسحاب الروسي من ” خيرسون ” والذي اضحى حديث الساعة في إعلام الغرب وبنِسَبٍ مضخّمة , فله ما لهُ من مداخلاتٍ وربما تداعياتٍ ايضاً .! , فعدا أنّ سحب القوات الروسية كان من المدينة او ” سنتر ” مقاطعة خيرسون فقط , ولا يمكن تسمية ذلك بهزيمةٍ للقوات الروسية , حيث لم تجرِ معركةٌ هناك , رغم ما يمكن تسميته سياسياً وفي الإعلام كأنكسارٍ ظاهري له مبرراته على الصعيد الخارجي .! , لكنّه وفي الأصل فإنّ سحب القَطَعات الروسية كان من الضفة اليمنى ” الغربية لنهر < دنيبر > حيث يحتفظ الجيش الأوكراني بالبوابات الخمسة المتحكمة بتدفق مياه النهر , وفي حال فتح الأوكرانيون تلك البوابات , فإنّ مياه النهر ستغرق كل المدنيين والروس في خيرسون , وهذا ما دفع موسكو الى إجلاء وإخلاء اكثر  100 000من المدنيين اولاً وثمّ سحب القوة الروسية المتمركزة هناك والتي تبلغ نحو 20 000 من الجنود الروس , وكإجراءٍ وقائي حسبته موسكو مسبقاً للسلوك الأوكراني المقبل – المفترض .!

   بموازاةِ كلّ ذلك ودونما ايّ انفصالٍ بمعزلٍ عنه . فثمة ” ثيمة ” مُسرّبة للإعلام وليست متسرّبة , منْ أنّ مفاوضاتٍ شديدة السرّية بين واشنطن وموسكو < بدأتْ بزيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي السيد جيك سوليفان – Sullivan Jake الى العاصمة كييف , فرضت على زيلينسكي الإعلان رسمياً عن تليين وتخفيف شروطه للتفاوض مع موسكو , وهذا ما حصل بالفعل , وهذا ايضاً ما اضطرّ الرئيس الأوكراني ” دونما أيّ سؤالٍ مُوجّهٍ له من الصحافة والإعلام  ” ليصرّح أنّ لا ضغوطاتٍ امريكيةٍ عليه .!

  الجنرال ثلج , وشبه درجات الإنجماد القادمة في دول الأتحاد الأوربي , وانعكاسات الإفتقاد المبكّر لمصادر الطاقة في الغرب , وتأثيرات ذلك العسكرية ” سلباً ”  في ميدان المعركة على كلا القوات الأوكرانية والروسية , مع التكاليف الباهضة للإمدادات المالية والعسكرية لأوكرانيا , قد امست واضحت كإشاراتٍ ومؤشراتٍ اوليّة لمحاولة ايقاف هذه الحرب , والتي ايضاً قد تغدو عكس ذلك ! بأستمرارية سيطرة ” الديمقراطيين ” في الإدارة الأمريكية وبايدن , رغم الإنتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي , وللموضوع أبعادٌ اخرياتٌ ليست اقلّها شركات السلاح والنفط الأمريكية , واللوبيات الأخرى .!