< حديثٌ سياسيٌ – عسكريٌّ مشترك >
قبلَ الإبحار القصير ” او غير العميق ” في امواج وأبعاد الكلمات التي يتشكّل منها العنوان اعلاه , فتقتضي الإشارة الى ما تكادُ تكون من المسلّمات : –
A \ استحالة اكتساح كامل اراضي اوكرانيا من قِبل القوات الروسية .
B \ استحالة او صعوبة استسلام اوكرانيا للرّوس .
C \ صعوبة توصّل الأوكرانيين الى حلولٍ وسطى مع موسكو , خصوصاً او في ظلّ رئاسة زيلينسكي , او بقائه على رأس السلطة .
D \ الحرب غدت كسجالٍ حامٍ بين دول الغرب وموسكو اكثر ممّا مع اوكرانيا او نحو ذلك.
إنّ احدى اسباب بطء تقدّم القوات الروسية في العمق الأوكراني < ومع تغيير اتجاهات الهجوم , وتغيير القيادات العسكرية العليا للجيش الروسي التي تتولى ادارة العمليات العسكرية في اوكرانيا > , فتكمن في الإبتعاد او إبقاء قواتها خارج مديات مدفعية الهاوتزر البريطانية وسواها او مدفعية الدبابات ” المتعددة الجنسيات ” , كما الصواريخ المضادة للدروع , وتعويض ذلك بمهاجمة اهدافٍ اوكرانية بصواريخٍ لم تستخدم من قبل ” من البحر مؤخراً ” , مع تكتيكات جديدة في التعبئة والمناورة , ويسبق ذلك دقّة عمليات الإستطلاع جواً وبرّاً , وتلعب الإستخبارات دوراً حيوياً ومؤثّرا في تطوير عملياتها من خلف خطوط العدو .
بقدر تعلّق الأمر بالسيد ” فولوديمير زيلينسكي ” فلم يتبقّ لديه سوى الإكثار من الإدلاء بتصريحاتٍ وطنيةٍ – عاطفية مجرّدة , وهذا الإكثار منها < كما في دروس الرياضيات حينما تكون الزيادة كالنقصان ! > وخصوصاً أنّ بلاده تتعرّض للقضم والتآكل الجزئي في اراضيها بنحوٍ يوميّ مع خسائرٍ مهولة في الجوانب الإقتصادية والعسكرية والبنى التحتية , ومع اعتباراتٍ معتبرة لنزوح نحو خمسة ملايين مواطن اوكراني الى دولٍ متعددة خارج بلادهم , ومدى مضاعفات هذه المعاناة وما قد تقود اليه , وتتضاعف تأثيرات ذلك اكثر فأكثر للجمهور الأوكراني في الداخل وسيّما في المدن والمناطق المعرّضة للقصف الروسي او المستهدفة لإقتحامها وغزوها في توقيتاتٍ غير معروفة او متوقعة!
الى ذلك , وَوِفقَ الإستقراءات الأوليّة الى ديمومة هذا النمط من عمليات القصف المتبادل بين الأوكران والروس في المدى المنظور القريب .! وما قد يحدثه من تململٍ ما ” على الأقل ” في قيادات الوحدات العسكرية الأوكرانية من المستويات الوسطى والأدنى , للثبات في امكنتها الدفاعية واستقبال ” ! ” الصواريخ الروسية المتعاقبة , وما قد يوازي ذلك على مستوى بعض القيادات السياسية والأدارية , فإنّ تغيير او خلع زيلينسكي من موقع القيادة ” في وقتٍ غير قريبٍ جداً ” فقد يضحى هو الحل الأمثل او نحو ذلك لمحاولة التوصّل الى حلٍّ او سلامٍ ناقصٍ مع موسكو < ولا نقول سلاماً مُذِل .! > بدلاً من خسائرٍ تتّسع على مستوى الضحايا وفقدان مزيدٍ من الأراضي والسيادة وسواها بما ينعكس على مستقبل اوكرانيا في المديات القريبة والبعيدة , لكنّ كلّ ذلك ليس قريب الوقوع , وإنّما يرتبط كليّاً بالنتائج العسكرية المحتملة المفترض أن تنجزها القوات الروسية وما تستغرقه من عنصر الوقت , ودونما او بإعتباراتٍ ستراتيجية يقودوها الأمريكان والبريطانيون في ادارة المعركة الأوكرانية , ولا منْ دَورٍ بائنٍ لزيلينسكي في ذلك , وهو من الصنف الذي يأبى التنحّي او الإستقالة مهما بلغت الخسائر .!