فوز الفريق العراقي على المنتخب الأردني 3ــ1 كانت فرحة كبيرة ، تعادل فرحتنا بالفوز بكأس أسيا ، وأقول فرحتنا ،لأنها شملت كل من ينتمي للعراق بغض النظر عن دينه ، مذهبه ، قوميته ، اتجاهه الفكري والسياسي ، كلنا هتفنا ” كول ” ، اللاعبون كلهم في صف واحد ، لم ينظر العراقيون لدين أو مذهب ، قصي ، ولا كذلك ليونس محمود ، ولا للبطل كرار ، ولا لهوار ،ولا لنشأت الذي انفتحت شهيته للتهديف واقسم اني كنت أتابع برنامج الاستديو التحليلي من فضائية البغدادية ،وسرني جدا تفاعل مقدم البرنامج مع المشاهدين ، وتميزه بوطنية عراقية ، أثلجت صدري ،وفي الاتصال المباشر ، اتصل ، العراقيون الغيارى ، من اربيل ومن السليمانية ومن بغداد والبصرة وميسان والامارات والدنمرك وهولندا ،وكلهم يهنئون “ودمعة الفرح في مآقيهم ” أنفسهم اولا وشعبهم ثانيا على الفوز ، تناسوا كل الفرعيات والاثنيات ، وهزجوا بصوت واحد ، عراق ، عراق ،عراق .
نقلت الفضائيات ، الاحتفالات ، الملايين خرجوا للشوارع ، بلا خوف ولا رهبة من سفاح إرهابي ،قد يحولهم في لحظة فرحهم الى أشلاء ، وفعلها هؤلاء ممتص الدماء في مناسبات سابقة ،وضع العراقيون أرواحهم في أكفهم ، وهم منتشين بانتصار بلدهم واسترجاع مكانتهم الكروية ، الذين خرجوا فيهم الجائع والفقير والمريض والعاطل عن العمل والآمي وفيهم من يبحث عن مسكن يؤويه ،وفيهم وفيهم ،ولكني اقسم ليس فيهم ، سياسيين وبرلمانيين ، فهؤلاء في بروجهم العاجية ، يعدون رواتب ومخصصات يتقاضوها سحتا ، وهي حق لليتامى والأرامل والمساكين .
زيكوا ولاعبيه ، لم يوحدوا العراقيين ، بشعارات خادعة ومزيفة ، ولم يدعوا إنهم موحدو العراق ،بل أنجزوا ، لكل عراقي ما يرى انه هو من حققه ،وان له في هذا الفوز حصة ، لا يحصل على مثلها من ميزانية دولته ام الخيرات ، والتي تبتلع من حيتان الفساد ،العراقيون جددوا احتفالهم بعيد الأضحى ، ولم يمنع فرحهم ، إقليما أو فدرالية ، وكانوا عن حق الأمة العراقية ، وبدوري اهديها للعزيز ،مثال الالوسي ، مع عتب صغير ، صح النوم.