امسى بائناً أنّ واشنطن ولندن ” قبل غيرهم من دول اوربا ” بأنّهما اكثر حماساً من اوكرانيا او زيلينسكي في مقاتلة القوات الروسيّة , واضحى ذلك معروفاً مهما يتكبد الأوكرانيون من خسائر في الأرواح والبنى التحتية وفقدان اراضٍ .
فهؤلاء في حلف الناتو مع الأمريكان صاروا يبتكرون ما لم يجرِ ابتكاره واستخدامه في الحروب وبِقُصرِ نظرٍ لم يسبقه ايّ قُصر نظر , وهم على دراية بذلك .! , فتارةً يطالبون الروس بفتح ممرّات آمنة ليخرج المحاصرون الذين لم تحتجزهم روسيا ضمن او مع أسرى الحرب , وبتارةٍ اخرى يطالبون القوات الروسية بالسماح بخروج مقاتلي كتيبة ” آزوف ” النازية التابعة للجيش الأوكراني المحاصرة في مصنع ” ازوفستال في مدينة ماريوبول ” وكأنهم ليسو عسكر وليسو بقوات خاصة شديدة الخصوصية سياسياً وعسكرياً , ثمّ تمادت الولايات المتحدة لتطلب من موسكو الإفراج عن لاعبة السلّة الأمريكية المعتقلة في روسيا لأسبابٍ أمنيّة .. من المفارقات ايضاً أنّ الروس اعلنوا عن استعدادهم لإتاحة الفرصة لسفن الشحن الأوكرانية المحمّلة بالقمح والحبوب ” المتوقفة في الموانئ الأوكرانية ” بالإبحار شريطة ازالة الألغام المنتشرة هناك , بينما يستغّل المعسكر الغربي لهذا الموقف الروسي ويوظّفوه في الإعلام بمطالبة روسيا بالسماح لهذه السفن لمغادرة موانئها والتوجّه الى عرض البحر .! وسبق ونوّهنا الى بُعدِ نظرٍ روسيٍ لافتٍ للأنظار بعدم قصف وتدمير الموانئ الأوكرانية وبما يرسو ويتواجد فيها بإعتبارها اهدافٌ مشروعة في حالة الحرب .!
إذ اختزلنا هنا ” عبر هذه الأمثلة ” للحدّ الأدنى ممّا تتعامل به امريكا ودول اوربا مع موسكو , فنختزل ايضاً ما تعاملت به بريطانيا وامريكا مع العراق في حرب عام 1991 , فبانكشاف فضيحة استخدام البريطانيين لليورانيوم المنضّب المحرّم دولياً , كانت لندن قد اضطرّت لإعترافٍ هزيلٍ بأستخدامها لِ 100 قذيفةٍ فقط .! من هذا اليورانيوم ضدّ العراقيين , والذي ادّى وقاد الى تلف وتشوّه حتى النباتات والخضراوات في جنوب العراق واستمرّ الى سنواتٍ من تلك الحرب , ولا نشير الى ما تعرّضوا له البشر في العراق آنذاك وبعده , كما وضمن هذا الإختزال المختصر , فيتوجّب التذكير بأنّ الأمريكان الذين دمّروا حتى خزانات المياه ومحطات الصرف الصحي ! وكلّ ما له من علاقةٍ بعيدة او قريبة بالبنى التحتية للعراق وجزئياتها , فإنّهم وفي بداية احتلالهم للعراق في سنة 2003 فقد استخدموا القذائف المجهولة ” لحدّ الآن ! ” ضدّ القوات العراقية على امتداد شارع مطار بغداد الدولي , والتي اذابت وصهرت البشر والدبابات والأسلحة الثقيلة والخفيفة الأخرى . إنّهم ازالوا ومسحوا ايّ معانٍ ” حتى النظرية منها ” لما يُعرف < بقواعد الإشتباك > .! , وقبل الإشارة الى أنّ مثل ذلك لم يحصل من قِبل القوات الروسية على الإطلاق , فنشير ونُذكّر الى الفضيحة المخزية والمقرفة لما مارسوه الأمريكان في سجناء ومعتقلي ” سجن ابي غرَيب ” التي هزت الضمير العالمي الإنساني وبما فيه الأمريكي!