22 ديسمبر، 2024 7:06 م

زيباري يسقط مرتين بالضربة القاضية

زيباري يسقط مرتين بالضربة القاضية

بتاريخ 25 آب 2016 ، تم استجواب وزير المالية هوشيار زيباري، في مجلس النواب العراقي. وكان الاستجواب مقدماً، من قبل النائب هيثم الجبوري. لكن تلك الجلسة، لم تستكمل اجراءآتها، بسبب افتعال مشادّة، بين بعض النواب الأكراد و مؤيديهم، و بين النائب هيثم الجبوري، الأمر الذي جعل رئيس مجلس النواب، يتخذ قراراً بتأجيل الجلسة. و ظل مجلس النواب معطلاً لغاية يوم 21 آب 2016، بسبب عدم اكتمال النصاب.
في يوم 21 آب 2016 ، انعقدت جلسة البرلمان، و كان من ضمن جدول اعمال جلسته، التصويت على سحب الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري. و نظراً لعطل منظومة التصويت الالكتروني، اضطر المجلس (كالعادة) الى اعتماد طريقة التصويت برفع الايادي، (و طبعاً هي الطريقة البدائية في التصويت).
كانت نتيجة التصويت اليدوي، لصالح سحب الثقة عن هوشيار زيباري. لكن السيد سليم الجبوري، كان كما يبدو تحت تأثير جهات معينة، للوقوف ضد سحب الثقة من وزير المالية.
و كما ذكرت بعض وسائل الاعلام، ان السيد رئيس الوزراء، اتصل هاتفياً من نيويورك، (الذي غادر العراق يوم 19 آب 2016 ، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة)، مع السيد رئيس مجلس النواب ، طالباً منه تأجيل جلسة التصويت، الخاصة بسحب الثقة من وزير المالية، تحت ذريعة فسح المجال امام زيباري، لتوقيع اتفاقية العراق من بنك النقد الدولي، المتعلقة باقراض العراق.
اعترض عدد من النواب، على مقترح السيد العبادي، لعدم وجود غطاء قانوني او دستوري يستند اليه ذلك الطلب.
اضطر السيد سليم الجبوري، باجراء التصويت بالطريقة البدائية (رفع الايادي)، وجاءت نتيجة التصويت، ليست في صالح الوزير زيباري. الأمر الذي جعل رئيس مجلس النواب، ان يبحث عن مخرج لهذه المعضلة.
فاقترح ان يعاد التصويت بطريقة جديدة، تعتمد على الاوراق التي يكتب فيها، رأي النائب عن اقالة الوزير بـ(نعم أو لا). وجدير بالذكر ان، هذه الطريقة غير مذكورة في الدستور، و النظام الداخلي لمجلس النواب، لكن تم اعتمادها استناداً، على أن اللوائح القانونية لم تحدد حصراً، طريقة معينة للتصويت. هذه الثغرة في القانون، مكّنت السيد الجبوري، من ابتكار طريقة التصويت بواسطة الأوراق.
هذه الطريقة التي ابتكرها السيد سليم الجبوري، قصد منها أمرين هما:
1. ربما تأتي نتيجة التصويت بالاوراق، على العكس من نتيجة التصويت برفع الايادي، التي اطاحت بالوزير، و بذلك سيحظى السيد الجبوري، بكلتا الحسنيين، رضا الاكراد، و رضا العبادي.
2. اختراع السيد الجبوري اعادة التصويت بالأوراق، لابراء ذمته امام الاكراد و العبادي. و فعلاً كانت التفاتة ذكية، من قبل السيد الجبوري، للافلات من كل الاحراجات.
لكن مع تلك المحاولة جاءت النتيجة كسابقتها، فقد صوت مجلس النواب، على سحب الثقة من هوشيار زيباري، بموافقة 158 نائب، مقابل رفض 77 نائب و تحفظ 14نائب.
ان نتيجة هذه الجلسة، تعتبر الخطوة الاولى، باتجاه المباشرة للقضاء على الفساد، بتفعيل دور النواب الحريصين على مصلحة الشعب و الوطن، فلو خليت قُلبت. و الله الموفق.