7 أبريل، 2024 3:59 ص
Search
Close this search box.

زيارة عراقية أم كردية بامتياز ؟!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

قبل بضعة أيام ابتدأ فخامة الرئيس فؤاد معصوم جولة داخلية ، كانت محطته الأولى مدينة السليمانية حيث التقى هناك قادة حزبه ، ودعا – كما في كل مرة – إلى البدء بالحوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ورفع الحظر عن المطارات ، من دون أن يلزم حكومة الإقليم بإلغاء الاستفتاء غير الدستوري ، وإعادة المنافذ الحدودية والمطارات إلى السلطات الاتحادية كما نصت مواد الدستور ، فضلا عن الانسحاب من المناطق التي تجاوزت عليها قوات بيشمركة السيد مسعود البرزاني خلال الأعوام الماضية عند انشغال الدولة العراقية بمقاتلة التنظيمات الإرهابية وآخرها داعش ، وتمسكت بها من دون وجه حق ، كما تحدث عن توجيه فخامته لمستشاريه ببغداد بمراجعة ورصد للمخالفات الدستورية !!
ومن مدينة السليمانية توجه فخامته إلى مدينة كركوك ، وهناك اجتمع بالأعضاء الأكراد من مجلس المحافظة وهم سبب المشكلة ، وأكد لهم بقاء المجلس بقيادته الحالية ، ووجه بانتخاب محافظ جديد من المكون الكردي بدلا من محافظها الانفصالي الهارب ، وتطبيق المادة 140 بالشكل البرزاني ، وقد قوطعت زيارة فخامته من قبل المكونين التركماني والعربي ، وعقد ممثلو هذين المكونين مؤتمرات صحفية رحبوا فيها وبشكل مؤدب بزيارة (الرئيس العراقي) للمدينة ، ولكنهم أوضحوا لفخامته رفضهم لطروحاته التي مثلت السياسات العنصرية للساسة الكرد فقط دون سواهم .
ومن مدينة كركوك انتقل فخامة الرئيس معصوم إلى مدينة أربيل حيث التقى السيد مسعود البرزاني وساسة حكومة الإقليم ، وهي حكومة منتهية الصلاحية وتواجه رفضا كاملا من الأحزاب السياسية الكردية الأخرى ، وكرر أقواله بشأن الحوار الفوري وختم زيارته ليعود إلى بغداد من دون أن يتحقق شيء يخدم البلاد ويخفف من معاناة أهلها في كل المناطق .
إن هذه الزيارة ليست أكثر من زيارة لسياسي من المكون الكردي لا علاقة له بالهم الوطني العراقي ، وما تواجهه مدينة كركوك وتوابعها ، وغيرها من مدن التماس مع بيشمركة السيد مسعود البرزاني من اعتداءات إرهابية متكررة تستهدف قوات الجيش العراقي وقواته الأمنية وحشده الشعبي ، وما يتعرض له المواطنون من المكونات الأخرى من جرائم خطف أبنائهم ، وتهديم دورهم ، وإجبارهم على الرحيل أو الخضوع لسياسات السيد مسعود البرزاني العنصرية ، وينطبق عليها تعبير(الشوفينية) التي ترددها وسائل إعلامه كالببغاء .
وفات فخامة الرئيس أن يتابع هذا الإعلام البرزاني المليء بالحقد والتجاوزات على كل المقدسات الوطنية العراقية ، وكأنه يمثل إعلام دولة معادية وليس جزءاً من الدولة العراقية ؛ فقد نشرت جريدة (التآخي) البرزانية يوم الأربعاء 29/11/2017م على صفحتها الأولى وبالصورة خبر استقبال السيد مسعود البرزاني لأحد مرتزقته ليشكره على قيامه بتمزيق العلم العراقي في مدينة كركوك عند دخول الجيش العراقي الباسل إليها !! أليس في ذلك مخالفة دستورية – يا فخامة الرئيس – بل جريمة كبرى تستوجب أن يحال صاحبها ومن قدم له (الشكر) وشجعه على هذا الفعل الخياني الدنيء إلى المحاكم لتقتص منهما بأشد العقوبات !!
إن مسؤولية رئيس الدولة العراقية لحل مشاكل البلاد يجب أن تنطلق من روح سامية ومسؤولية وطنية تقف على الحياد بين الجميع ، وتؤكد على تنفيذ المواد الدستورية كافة التي تعزز وحدة البلاد وسلامة الشعب قبل كل شيء ، وكان على فخامة الرئيس معصوم أن يؤكد من كركوك عراقية هذه المدينة العزيزة وضرورة التوافق بين مكوناتها المتآخية لولا مؤامرات ومكائد السيد مسعود البرزاني وعصابات حزبه وأجهزته غير الشرعية ، ثم ما المانع لو اختير محافظها من المكون التركماني ، وهو مكون عراقي أصيل ، وكان يشكل أغلبية سكانها قبل فتحها للأغراب من خارج العراق ، ولا يؤثر ذلك على المكون الكردي الذي يتولى إدارة ثلاث محافظات (دهوك ، أربيل ، السليمانية) فضلا عن (حلبجة)المحافظة المستحدثة بإحدى شطحات السيد نوري المالكي وتهالكه على السلطة !!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب