23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

زيارة ظريف الى بغداد بين المخفي و المعلن

زيارة ظريف الى بغداد بين المخفي و المعلن

تاتي زيارة وزير الخارجية الايراني جواد ظريف الى بغداد وسط ظروف استثنائية تعيشها المنطقة بشكل عام و العراق بشكل خاص فهي اول زيارة لدبلوماسي ايراني رفيع المستوى لبغدادةبعد تشكيل حكومة الكاظمي
حيث تهدف هذه الزيارة بالاساس الى ثلاثة اهداف اولها تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات السياسية و الاقتصادية والصحية حيث تسعى بغداد الى الاستفادة من الخبرات الايرانية في مجابهة جائحة كورونا خاصة ان العراق يعيش تطور في مستوى الاصابة غير مسبوق و هو يعاني اصلا من ضعف البنى التحتية في الجانب الصحي وثانيها ان طهران تسعى الى تقديم المزيد من العروض المغرية المتعلقة بالقطاعين المائي و الكهربائي خاصةةبعد الاخبار الاعلامية عن نيةةحكومة الكاظمي التوجه نحو مجلس التعاون الخليجي للربط الكهربائي بضغوط امريكية لعزله اقتصاديا عن الجارة الشرقية بدل السعي لحل المشكلة ذاتيا رغم الاموال الضخمة التي صرفت على هذا القطاع
و ثالثها هو الوساطة الدبلوماسية التي يحملها الكاظمي في حركته الخارجية المرتقبة بين الرياض و واشنطن وطهران خاصة ان الكاظمي لديه علاقات متميزة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عندما كان رئيس المخابرات العراقية مما يرشحه للعب دور مؤثر في ترطيب الاجواء المتوترة في المنطقة وتجنيبها الصراع الحاصل خاصة بعد دخول الصراع مرحلة الحرب السيبرانية وحصول تفجيرات متعددة في ايران و امريكا بشكل غير طبيعي كما تاتي هذه الزيارة لبحث ملف اغتيال القادة سليماني و المهندس في حادثة المطار بعد توفر انباء عن تورط مسؤولين عراقيين كبار في الحادث وبعد ان ورد اسم الكاظمي نفسه في الحادثة بعد تصريح القيادي في الحشد الشعبي يزن مشعان الجبوري الذي اورد حادثة اللقاء الاول بين الشهيد ابو مهدي المهندس و مصطفى الكاظمي عندما كان الاخير رئيس جهاز المخابرات العراقي والتي قال ان المهندس عرض عليه قائمة بأسماء ضباط و موظفين كلفهم الكاظمي باغتياله و نفى الكاظمي هذه التهمة ،
كما تهدف هذه الزيارة التي سبقتها زيارات عدة لقيادات امنية عالية المستوى الى بلورة رؤية واضحة المعالم للمشهد العراقي السياسي امام القيادة الايرانية في مختلف المستويات لبناء تصور كامل واحاطة وافية لطبيعة و توجهات الحكومة الجديدة خاصة بعد الرسائل المتعددة الصادرة من احداث ربما تقرأ خلاف الظاهر و المراد منها وليكون تقييم الاحداث بالنظرة المباشرة بعيدا عن التشويش الاعلامي ولتتضح الصورة جليا حتى تكون المواقف قوية و صحيحة ،
وتاتي هذه الزيارة في اجواء تمنع فيها امريكا الحكومة العراقية من اي تقارب مع ايران و تسعى لترسيخ وجودها عسكريا و سياسيا و ترغب ان يكون العراق ذائباً في المحور المعادي لايران كما السعودية و الامارات والبحرين بفارق انه يجب ان يكون صديقا ضعيفا و ليس صديقا قويا وهذه السياسة واضحة منذ بداية الاحتلال و الى هذه الساعة فقوة العراق خط احمر لانه سيكون خطرا على اسرائيل و هذا ما لا تقبل به امريكا مطلقاً