22 ديسمبر، 2024 9:01 م

زيارة روحاني للعراق وحقيقة ما تريد امريكا من عقوباتها الاقتصادية على ايران

زيارة روحاني للعراق وحقيقة ما تريد امريكا من عقوباتها الاقتصادية على ايران

زار الرئيس الايراني، السيد حسن روحاني العراق قبل ايام وقد استمرت الزيارة لثلاثة ايام. تلك الزيارة التى جاءت في ظرف دولي واقليمي تشابكت وتداخلت وتباينت وتقاطعت فيه المشاريع الاقليمية والدولية وفي ظرف هو الاخطر والاعقد على دول المنطقة العربية وجوارها الايراني.. لقد اعلن عن مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية والمالية بين العراق وايران والتى بموجبها، عند سريان عملها، يرتفع حجم التابدل التجاري بين البلدين من 12مليار دولار الى عشرين مليار دولار. لم يمض سوى يوم واحد واعلن مسؤول امريكي؛ من ان ايران تتصرف مع العراق وكأنه محافظة ايرانية..مع ان هذا التصريح يراد منه بث الفرقة بين ابناء البلدين واستفزاز مشاعر العراقيين، لكنه وفي الجانب الثاني، وهو المهم منه؛ قد عكس وفي بعض ما عكس وليس جميع ما عكس هو الامتعاض الامريكي من هذا التقارب الحميمي مع انه ليس بجديد على الادارة الامريكية..مما يثير الاستغراب والكثير من علامات الاستفهام والاسئلة.. ما الموقف الحقيقي الامريكي من تلك العلاقة؟!..وبعد ايام صرح وزير الخارجية الامريكية، بومبيو من ان امريكا تسعى الى الوصول بالانتاج النفطي الايراني الى الصفر..ان امريكا في الوقت الذي تشدد فيه الخناق الاقتصادي على ايران بسلسلة من العقوبات ذات الاجراء العملي، تتبادل الرسائل وعبر طرف ثالث وهو سلطنة عمان، وهذا ما يتم تسريبه بين فترة واخرى. نعتقد ان الحكومة العراقية لاتستطيع تنفيذ جميع تلك البروتكولات الاقتصادية بصورة كاملة،لكن وفي المقابل، يتم الايفاء بالجزء الكبير منها، أذ ان امريكا سوف تغض الطرف عن هذا القسم الكبير منها مع استمرار تدفق الرسائل المتبادلة بين ايران وامريكا. فامريكا تواصل الضغط على الحكومة الايرانية وتستمر في ذات الوقت بالابقاء على نافذة الحوار غير المباشر، مفتوحة. لذا فانها لاتريد على الرغم مما تقول وتستمر في القول: من انها تريد الوصول بالانتاج النفطي الايراني الى الصفر، فهذا امر غير صحيح ولايدعمه ويسنده الواقع. الادارة الامريكية وبعقول المؤسسة الامريكية العميقة تدرك جيدا؛ ان الخناق النفطي التام غير واقعي لجهة النوافذ الاقليمية، تركيا مثلا والدولية، روسيا والصين ومنافذ اخرى كثيرة لاتسطيع السيطرة والتحكم فيها، هذا اولا وثانيا وهذا هو المهم؛ ما سوف لامحال ينتج عنه من ردود افعال ايرانية بنتيجة هذا الاختناق الذي يقود الى توقف تنفسها الاقتصادي، بتحريك عوامل قوتهاوهي اذرع ذات فعل مؤثر على مناطق النفوذ الامريكية..ان امريكا لاتريد كما تعلن في الليل والنهار من انها تسعى لأجبار النظام الايراني على تغير سياسته في المنطقة فهذا محض هراء وكلام يسبح في الفراغ، لأنها تخطط وعلى المديات المتوسطة لأسقاط النظام مع الابقاء على ايران الدولة. وعلى المدى النظور تروم الى وضع النظام الايراني في خانق محاط بجدران سميكة يصعب عليه الحركة في الميدان الاقليمي وتحديدا في مناطق تهم امريكا واسرائيل بعينها والتى تتلقى الدعم الايراني، حزب الله في لبنان والمقاومة الفلسطينية وغيرها من مناطق الحركة الايرانية.. في ظل وضع اقتصادي تتسيد فيه الحاجة وقلة الموارد وليس انقطاعها الكامل كما تعلن وتروج امريكا لهذا الامر. في الخلاصة ان امريكا في ظل وضعها الحالي وفي ظل الوضع الاقليمي والدولي في الوقت الحاضر، لاتستطيع بلوغ ما ترغب وتريد من مخططات كما كان عليه وضعها والوضع الاقليمي والدولي في السابق..