18 ديسمبر، 2024 7:55 م

زيارة بايدن المرتقبة وتشكيل حكومة عراقية..!!

زيارة بايدن المرتقبة وتشكيل حكومة عراقية..!!

ليستْ صدفة أن تقدّم السيدة ألينا رومانيسكي ،أوراق إعتمادها للرئيس برهم صالح، كسفيرة جديدة للعراق،والمعروفة بالتشدد والخبرة العالية في مواجهة ارهاب ،وعملها سفيرة في الكويت لسنوات،أقول ليست صدفة ، لعدة معطيات إستراتيجية على الأرض،منها مايخص إيران، فيما يتعلّق بالإتفاق النووي،ووصوله الى طريق مسدود،وإبقاء الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب الدولي، ومايجري من ثورة شعبية داخل المدن الإيرانية،تغذيها إدارة الرئيس بايدن وبريطانيا،أو فيما يتعلق بضربات إسرائيل الإستباقية من إغتيالات لقادة الحرس الثوري، وحرب سيبرانية لمنشآت ومعامل حيوية وحساسة، تخص الطائرات المسيرة والصواريخ البايسيتية،أو قصفها شبه اليومي لمعسكرات ومعام سلاح الحرس الثوري وحزب الله في سوريا،وليست صدفة أيضا،تزامنها مع إنتهاء مهلة السيد مقتدى الصدر الثلاثين يوماً،التي أعطاها للإطار التنسيقي كمهلة أخيرة،والتي تشهد العملية السياسية ،منذ إنتهاء الانتخابات الاخيرة، إنسداداً سياسياً خانقاً،وصراعاً بين الكتل وداخل كل كتلة ،يرافقه إنهيار واضح في منظومة الامن والاستقرار المجتمعي، وتصعيد منظّم لتنظيم داعش الإرهابي في أكثر من محافظة ،ولهذا يرجح المراقبون السياسيون والعسكريون، أن ساعات الحسم في العراق، قد إقتربت،وإن خطاب ممثلة الامم المتحدة جينين بلاسخارت في مجلس الأمن الدولي، كان واضحاً، ووضع النقاط على الحروف، بشأن فشل العملية السياسية في العراق، وعدم إستطاعة الأحزاب الحاكمة من كبح جماح النفوذ الايراني، وأذرعه وفصائله الولائية المسلحة في العراق، ولابد من سيناريو آخر،يصححّ المسار بإتجاه قيام دولة مدنية خارج النفوذ الإسلاموي الايراني الدموي،فما يجري في التحشيد العسكري في الخليج العربي لأمريكا وحلفائها من الدول العربية، التي تعاني التدخلات الإيرانية وتهديدات أذرعها لها ،وهذا ما أكده بيان مجلس التعاون الخليجي قبل يومين، فقد ضاقت المنطقة ذرعاً من تصرفات النظام الايراني وتدخلاته في سوريا ولبنان والعراق واليمن،والتي يعرقل فيها تطبيق بنود الهدنة، والذهاب الى مرحلة السلام بين اليمنيين كلهم،نعتقد أنّ الأوضاع الآن مهيأة للتغيير، في إيران والعراق ولبنان واليمن، وذلك بدعم الحراك الشعبي وثورة الفقراء والمظلومين في هذه الدول، ومايجري في إيران من ثورة غاضبة ، في أغلب المدن وحتى طهران وقم، وحرق صور المرشد الأعلى ، لهو دليل على إصرار الشعب الايراني ،على تغيير النظام وتقرير مصيره بيده، بعيداً عن التدخل العسكري الخارجي، الذي ترفضه المعارضة والشعب الإيراني جملةً وتفصيلاً، وتفضّل الدعم اللوجستي والعسكري والإعلامي ،على العمل العسكري،فزيارات القادة الأمريكان للمنطقة ،هو لترتيب الاوضاع مابعد التغيير، ودعم أي انتفاضة لتقزيم النفوذ والتدخل الإيراني في شؤون الدول العربية ،واخراجه منها،ولكن أبداً لانستبعد المواجهة والتدخل العسكري الأمريكي-الإسرائيلي عند الضرورة، وأعرف الكثير سيقول(مستحيل)، لأنهم في مركب واحد في عدائهم للعرب، وهذا صحيح الى حدِ ما ، ولكن حين تتهّدد المصالح الإسترتيجية الأمريكية والاسرائيلية في المنطقة، فسيكون الصدام أمراً لابد منه ، بل وحتمي، فما يجري من فعاليات إسرائيلية بإشراف أمريكي داخل سوريا وإيران ،تقوم بها إسرائيل ،يؤكد عدم دوام التخادم حين تتصادم المصالح ،واليوم نرى الصراع المحمّوم بين مشروعيّن ،هما المشروع الايراني الديني والكوني، والمشروع الامريكي اقامة الشرق الاوسط الكبير،في ظل إنشغال روسي واضح ، بل تخلّي روسي عن سوريا ،ومصالحها في المنطقة، وتركيزها على الحرب في أوكرانيا، وإدارة الرئيس بايدن ، خططّت لهذا جيداً لإخراج روسيا من حلبة الصراع مع إيران، وإيقاعها في المستنقع الأوكراني ، التي طمست فيه الى أذنيها ،كما طمستْ أمريكا في العراق إبان غزوها له ،وخططت أيضاً لإخراج روسيا من سوريا، ودعمها العسكري لأوكرانيا ، لإنهاء دورها وتحجيمه في عموم العالم،على أن لاتسمح لروسيا بوتين المساومة على النفوذ في سوريا، مقابل النفوذ في أوكرانيا، إدارة الرئيس بايدن لعبتْ على عدة جبهات في وقت واحد ، وركزت على الشرق الأوسط لإضعاف إيران ،وإخراج روسيا من الصراع ،ونجحت في تفكيك التحالف الإيراني الروسي الصيني،وروسيا اليوم بأضعف حالإتها، بعد فشلها في تحقيق أهدافها في تغيير النظام الأوكراني بالقوة العسكرية ، كما فعلت إدارة المجرم بوش في العراق،لهذا ستشهد المنطقة ،زيارة مرتقبة للرئيس بايدن، الى دول الخليج العربي ،لترتيب الاوضاع هناك ،وإعادة ترميم العلاقات السياسية التي شابها الفتور الشديد، في بداية تسلم الرئيس بايدن الحكم في البيت الابيض، وتهجمه على السعودية ودول الخليج،وإيقاف شحنات وصفقات الاسلحة مع الامارات والسعودية، اليوم عاد ليصحّح ،ويبدأ انطلاقة جديدة مع دول الخليج العربي،التي تشهد هي الأخرى تغييرات إقتصادية وسياسية ومناخية ، وتعاني من تدخلات وتهديدات إيرانية ،أعتقد تغيير السفير الامريكي بسفيرة متشددة ،يتزامن مع حدثين مهمين هما، زيارة الرئيس بايدن للمنطقة ، وتشكيل حكومة عراقية بطعم أمريكي لا إيراني،أو إنفجار الصراع الشيعي – الشيعي، الذي يشهد مأزقاً حرجاً جداً، وتوتراً واضحاً ،ينذر بحرب بين المتقاتلين على تشكيل الحكومة،توافقية أم أغلبية،وهناك نار تحت رماد التصريحات المتقابلة ، بين الطرفين ، دخانها الإغتيالات التي طالت قادة فصائل ولائية ، وقادة للتيار المقتدائي، إذن نار الحرب جاهزة ،ولها مبررات ،ودوافعها السياسية والدينية، وما تبديل السفير الايراني إيرج مسجدي، الأّ تحضير لمواجهة سيناريو عراقي إيراني، لدعم الإطارالتنسيقي، الذي فشل في كل خطواته وألاعيبه ، في جرّ الخصوم الى حرب شوارع دموية، بقصفه بيت الحلبوسي والكاظمي والبرازاني،والسفيرالإيراني الجديد،محمد كاظم آل صادق، معروف بتشددّه الديني وتأثيره الواسع على مراجع النجف، لكونه من عائلة نجفية دينية مؤثرة ،لهذا لايمكن تجاوز هذه المعطيات ، في إعادة رسم خريطة الشرق الاوسط ،على المقاس الامريكي، بعد تراخي وضمور النفوذين الإيراني والروسي، بشكل واضح في كل من العراق وسوريا، والدليل طلب الرئيس السوري بشار الاسد من المرشد الايراني، أثناء زيارته الأخيرة لإيران ،سحب الميليشيات العراقية والإيرانية وحزب الله من سوريا،لوجود تفاهمات عربية وأمريكية مع النظام السوري، لمواجهة التحدياّت مابعد التدخل التركي في شمال سوريا، وإنقلاب أمريكا على فصائل قسد والبككا في سوريا والعراق، وإعتبارهما منظمات إرهابية ، تهددّ الأمن والإستقرار في العراق وسوريا، وضرورة كبح جماحهما العسكري، وما إنتقاد الخارجية الأمريكية على لسان ناطقها ،أن (البككا والحشد الشعبي العراقي هما المسؤولين عن تدهور الاوضاع في سنجار) ،ومنع عودة الاهالي لها واستقرارها ،وتنفيذ بنود الإتفاق التأريخي بين حكومة بغداد والاقليم ،هكذا تتبّدل المواقف الأمريكية التخادمية ، مع منظمات إرهابية كمنظمتي البككا وقسد وداعش،أو مع دول مارقة كإيران،إذن المنطقة العربية ستشهد تحولات دراماتيكية، وجيوسياسية سريعة في المرحلة القريبة ، وزيارة بايدن تدخل في وضع اللمسات الاخيرة على تنفيذ هذه السيناريوهات ، بمباركة بريطانية وفرنسية والمانية ، فالحرب على أوكرانيا وحدّت المواقف الأمريكية والأوربية أكثر من أي وقت مضى، وأصبح التخادم بينهم أمر ملّح ،وفي الوقوف بوجه التنمر والخطرالروسي ، المدعوم من الصين وإيران، ويهدّد الدول الاوربية بالاجتياح ،كما يرى المراقبون ذلك، نعم زيارة الرئيس بايدن للمنطفة ، وتغييّر السفير الامريكي، بسفيرة لها باع طويل في مواجهة ومقارعة الإرهاب، له مدلول واضح على مواجهة إيران وتقزيم نفوذها ونفوذ سلاحها المنفلت في المنطقة كلها….