23 ديسمبر، 2024 6:08 ص

زيارة النجيفي  للاردن..قراءة في الابعاد والدلالات المهمة

زيارة النجيفي  للاردن..قراءة في الابعاد والدلالات المهمة

تشكل الزيارة المهمة التي قام بها أسامة النجيفي نائب رئيس الجمهورية الى الاردن برفقة سليم الجبوري وصالح المطلك يومي 20 – 21 نيسان 2015ولقائهم الملك عبد الله الثاني  جملة دلالات مهمة ينبغي الوقوف عندها..
ان لقاء النجيفي في عمان بالملك عبد الله الثاني ملك الاردن كان هدفه اطلاع الاردن على الاوضاع والتطورات الاخيرة التي شهدها العراق وطلب مشاركة الاردن في أي جهد يسهم في استعادة الانبار وعافيتها، وبخاصة حاجة ابناء الانبار الى السلاح والعتاد ومستلزمات المواجهة مع داعش ،وبإمكان الاردن ان يوفر بعض احتياجات العراق في هذه المحنة.
·       ان زيارة النجيفي وقيادات تحالف القوى العراقية جاءت في وقت حرج بعد احداث اليمة شهدتها الانبار وأدت الى حالات انهيار ونزوح الالاف من مواطنيها الى بغداد، ويتطلب الامر إشعار الاخوة العرب بمكامن هذا الخطر والبحث في سبل مواجهته، ودعوتهم للاسهام كل من جانبه في رفد العراقيين بما يقوي معنويات جمهورهم التي تعرضت لحالات من الانهيار بسبب التداعيات الاخيرة ومرارة ما تعرض له النازحون من اجراءات تعسفية.
·       ان رد الحكومة العراقية على ازمة الانبار وما شهدته من احداث مأساوية  كان باردا جدا ولا يرتقي الى حجم الخطر الداهم الذي يهدد ليس مستقبل الانبار لوحدها بل ان العراق اصبح كله مهددا، ان استطاعت داعش لاسمح الله السيطرة على الانبار والتحكم بمقدراتها، بل ان اجراءات تعامل  الاجهزة الامنية مع النازحين في محنتهم هذه كانت قاسية ومؤلمة ولا تتناسب والمصاعب الجمة التي واجهها النازحون خلال رحلة المجيء الى بغداد وما تعرضوا له في بزبيز من مضايقات، أثرت على معنوياتهم المنهارة اصلا، لتأتي تلك الاجراءات لتصب الزيت على النار لتزداد اشتعالا.
·       ان وجود اغلب شيوخ عشائر الانبار وشخصياتها المهمة في الاردن ووجود جالية عراقية هناك يمكن ان يكون مدخلا لان يسهم الشيوخ وعشائرهم والشخصيات السياسية وبخاصة المعارضة في جهد تحرير الانبار وان يشاركوا بفاعلية في هذه المهمة ، وكان اللقاء الذي جرى معهم بادرة مهمة بهدف شحذ هممهم للمشاركة الجادة في مهمة حاسمة تتعلق بمستقبل ووجود محافظة الانبار، المهدد من داعش بسبب عدم اهلية القوات الامنية للمواجهة وبخاصة بعدما جرى هذا الاسبوع من تخلي الكثير منهم عن مواقعهم وتركها لداعش بدون القتال معهم.
·       التأكيد للعرب وللمجتمع الدولي من خلال وجودهم في الاردن على اهمية ان لاتشارك اية قوات من خارج الانبار في المواجهة المقبلة مع داعش وان اهل الانبار هم من يتكفلون بتحرير محافظتهم ، وهم وحدهم من تقد عليهم مهمة تخليصها من براثن داعش وتحريرها بالكامل.
·       حث العرب على المشاركة في أي جهد يسهم في رفد اهل الانبار بالسلاح والخبرات لانجاح تجربة اعداد مقاتلين اشداء تتوفر لهم مستلزمات المعركة ولدى الدول العربية خبرات ومعدات يمكن ان تخدم اهل الانبار في المواجهة المرتقبة مع داعش بهدف تحرير الانبار كليا من هيمنة داعش على مقدرات محافظتهم.
·       أكد الاردن من خلال الملك عبد الله وقوف الاردن الى جانب العراق في محنته هذه واستعداده لتقديم كل وسائل الدعم لقادة المكون السني العربي ورفدهم بالعتاد والخبرات بما يسهم في انجاه مهمتهم في المواجهة مع داعش.
·       لكن المؤسف ظهور اصوات من اطراف في التحالف الوطني من يطعن في مهمة الوفد ويحاول حياكة ونسج اقاويل وتأجيج مشاعر طائفية تفوح منها رائحة الكراهية والتمييز وعدم الشعور بحجم المحنة والمسؤولية الملقاة على قادة المكون العربي الذين وجدوا انفسهم وحيدين في مواجهة ازمة خطيرة ليس بمقدورهم لوحدهم ان يواجهوا عواقبها دون ان يشركوا عشائرهم وشيوخ هذه العشائر في مهمة الاعداد للمواجهة الملحة مع داعش وتحرير الانبار من سيطرة داعش على احيائهم، وكانت الاصوات النشاز محل استهجان جمهور المكون السني العربي الذي وجد في توجيه الانتقادات المريرة لهذه الزيارة استهجان بمشاعر العراقيين وتعديا على انتمائهم العربي الاصيل ، دونما مبرر معقول ودون ان يتركوا لقادة المكون العربي واتحاد القوى العراقية البحث عن خيارات افضل لمواجهة حدث خطير كهذا .