23 ديسمبر، 2024 3:50 ص

زيارة الشٶم والمصائب

زيارة الشٶم والمصائب

أکثر شئ لفت النظر مع بدء زيارة الشٶوم والمصائب لرئيس النظام الايراني للعراق، هو إنها قد تزامنت مع قيام المرشد الاعلى للنظام الايراني بتقليد الارهابي قاسم سليماني وسام “ذو الفقار” الذي يعتبر أرفع وسام عسكري في البلاد على الإطلاق. وقاسم سليماني کما هو معروف عنه الحاکم الفعلي للعراق في ظل إستمرار نفوذ النظام الايراني فيه وهو مهندس کافة الجرائم والمجازر والمواجهات والفتن الطائفية التي حدثت في العراق.
هذا التزامن الملفت للنظر، کأنها رسالة لمن يعنيهم الامر بخصوص أن النظام الايراني يصر على الإيحاء بأن نفوذه في العراق خصوصا والمنطقة عموما أمر لايمکنه التخلي عنه مهما جرى، ومع إن فيلق القدس صار معروفا للعالم کله بأنه إرهابي ويشکل تهديدا لأمن وإستقرار المنطقة بشکل خاص والعالم بشکل عام، غير ممثل خامنئي في فيلق “القدس”، علي شيرازي، الذي هنأ الارهابي سليماني بهذه المناسبة قال في رسالة التهنأة التي بعثها الى قائد هذا الفيلق الاجرامي: “أخي العزيز والمحترم اللواء قاسم سليماني، أقدم التهاني لحصولكم على وسام “ذو الفقار” الذي يعد أرفع وسام فخر في الجمهورية الإسلامية الإيرانية من يد القائد العام للقوات المسلحة، آية السيد علي خامنئي العزيز، كما أهنئ الشعب الإيراني وجميع قادة وكوادر فيلق “القدس” في الحرس الثوري، وجبهة المقاومة، وأصدقاء اللواء سليماني، وأنا كلي فخر لما حظيتم به من رضا قائد الثورة الإسلامية على خدماتكم الصادقة والمخلصة، وأسأل البارئ تعالى أن يزيدك عزا”. وإن هذه التهنأة والموجهة بشکل خاص للإرهابيين في هذا الفيلق الجرامي المشبوه الذي يعتبر صاحب الدور الاکبر في کل المصائب والمآسي التي جرت على الشعب العراقي، کما إنه وفي نفس الوقت تهنأة أصدقاء سليماني والذي يعني تهنأة عملاء ومرتزقة هذا الارهابي في العراق والمنطقة، تشکل إهانة موجهة للعراق وللمنطقة وهي تدل على إن هذا النظام يصر على إجرامه وغطرسته وتعجرفه في تعامله مع شعوب المنطقة.
زيارة روحاني في هذا الوقت کما هو واضح منها فإنها تهدف لتأمين العراق کجبهة أمامية للدفاع عن النظام وفي نفس الوقت منبع وفتحة لدعم الاقتصاد الايراني المتهالك والآيل للإنهيار ولاسيما بعد العقوبات الامريکية وبعد أن قام هذا النظام بتبذير أموال وثروات الشعب الايراني على مغامراته النزقة الطائشة، ولأنه يعتبر العراق أحد”توابعه” بفضل العملاء المبثوثين فيه والذين يمنحنون الاولوية للدفاع عن النظام الايراني ويرون في کل من يتحدث عن السيادة الوطنية العراقية والقرار السياسي العراقي الوطني المستقل على إنه هدف لهم ويجب القضاء عليه، لکن لايمکن لهذا النظام الذي يواجه مرحلة مصيرية بأن ينفذ بجلده أبدا وإن الايام القادمة ستثبت ذلك حتما.