18 ديسمبر، 2024 11:02 م

زيارة الحريري لواشنطن ” من زاويةٍ خاصّة “!

زيارة الحريري لواشنطن ” من زاويةٍ خاصّة “!

لا ريب أنّ زيارة السيد سعد الحريري الى الولايات المتحدة ” وهي الثالثة ” لحدّ الآن , يمكن اعتبارها واحدةً من اعقد زيارات الزعماء ورؤساء الحكومات الى العاصمة الأمريكية , نظراً الى الوضع الداخلي اللبناني الشائك على صعيد تشكيلة الحكومة اللبنانية غير المتجانسة والخلافات القائمة بين قادة الأحزاب وتقاطع وجهات النظر , وخصوصاً بما يتعلّق ملف حزب الله والعقوبات الأمريكية والدورالأيراني وهو الملف الذي يتسيّد وضع العلاقات الأمريكية – اللبنانية , وانعكاساته في التباين القائم بين كل من رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء مع رئاسة البرلمان وسيّما مع القوى الوطنية والجماهيرية اللبنانية , بجانب الوضع الأقتصادي المتردّي وافتقاد المرونة من البنك الدولي في جوانبٍ سياسية ومالية لتحسين الأوضاع الداخلية والمشاريع التنموية ومستوى دخل الفرد , ودون أن نتستثني الدور الأسرائيلي في حقول النفط في المياه اللبنانية وتجييره ” مع اسبابٍ اخرى ” في التوتّر القائم اصلاً مع القيادات اللبنانية وبما يمسّ سيادة لبنان .

لسنا هنا بصدد التعرّض المبكّر لتفاصيل وجزئيات زيارة السيد الحريري وأبعادها ولا لأيّ محاولاتٍ للتنبّؤ والتنجيم الإعلامي ” استباقياً ” للنتائج التي ستفرزها هذه الزيارة والتي من غير المنتظر ظهورها بالسرعة القصوى .! , ونتركُ هذا الأمر للصحافة اللبنانية ووسائل الإعلام العربية والعالمية لتخوض فيه خوض الخائضين .!

النقطة التي نتعرّض < ربما دونَ سوانا > لها او لبعضها , فأنما تتمحور حول الجانب البروتوكولي لزيارة رئيس الوزراء اللبناني لأمريكا وما يتعلّق ويرتبط بهذا الجانب من ابعادٍ دبلوماسيةٍ وسياسية , وحيثُ أنّ من المتعارف عليه بل من المسلّمات والبديهيات الدولية أنّ اختيار مواعيد الزيارات وتبادل الزيارات بين رؤساء وزعماء دول العالم يتمّ ويجري بالتوافق المسبق والمنسّق بين ايّ دولتين تشهدان زيارة رئيسها الى الأخرى ومع تحضيراتٍ مسبقة لكلّ التفاصيل وجزيئيات جزئياتها المتعلّقة بين ايٍّ من الرئيسين اللذين يروم احدهما زيارة دولة الآخر , لكنه من المثير للإستغراب وربما للعجب العجاب ! أنْ اختار الرئيس الحريري توقيت زيارته في وقتٍ وظرفٍ لا يكون الرئيس ترامب في واشنطن وهو في زيارةٍ خاصة الى ولاية ” نيوجيرسي ” , وكذلك عدم تواجد نائب الرئيس الأمريكي ” مايك بينس ” في العاصمة حيث في مهمةٍ خاصة في ولاية ” ماين ” الأمريكية , وايضاً غياب مستشار الأمن القومي ” جون بولتون ” الموجود في لندن .. وفي الصددِ هذا فمن غير المهضوم ” عربياً ودولياً ” لماذا وافقَ او اختار السيد الحريري توقيت زيارته بغيابِ استقباله من كبار المسؤولين الأمريكان ” وهو بمستوىً رئاسيّ لرئيس دولة ” وتقبّل أن تغدو قمة مباحثاته مع وزير الخارجية الأمريكي ” مايك بومبيو ” , بالرغم من أنّ لقاءً مؤجلاً سيجمعه مع نائب الرئيس ” مايك بينس – Mike Pence ” , ويحزّ في نفوسنا كعرب أن تغدو زيارة الرئيس الحريري بهذا المستوى البرتوكولي الفاقد لإعتبارات البروتوكول .! .. وكما اشرنا في اعلاه بعدم تعرّضنا للتفاصيل , فذلك يشمل ايضا اصطحاب الحريري لإبنته الستّ لؤلؤة في هذه الزيارة لغرض تسجيلها في جامعةٍ امريكية .!