لا يخفى عن أنظار العالم أجمع، أن زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في يوم الأربعين ذو قيماً وأنطباع ومبادئ لا تعد ولا تحصى، إلا ان الهدف الرئيس فيها تحقيق المُبتغى وَنيل المراد بالتقرب الى الله سبحانه وتعالى بواسطة أحياء الشعائر المقدسة بعفوية وحماس منقطع النظير، وهي بحق تمثل حدثا عظيما ذو أبعاد سياسية، وإقتصادية، واجتماعية، ومدرسة فكرية تنهل من معينها الأجيال عبرا ودروسا بما تحمله من مبادئ وقيم إنسانية تنشد الحرية والعدل والسلام، كما تمثل نداء عفوي منقطع النظير يجمع المسلمين من شتى بقاع الأرض في مؤتمر رسالي تتجلى فيه روح المحبة والوئام، ويتجدد فيه مبدأ رفض الظلم والتضحية والفداء .
ربما ينتقدنا البعض عندما نرى وجهة شبه بين زيارة الأربعين ويوم القيامة، حيث تكسر فيها كل الحواجز بين الطبقات الاجتماعية، تجد الرئيس والوزير والصحفي والقاضي والعسكري والعامل، تجد الطفل والشيخ والمرأة، تجد الغني والفقير، تجد المسلم وَالمسيحي ومن الديانات الأخرى، تجد البيوت تفتح أبوابها لاستراحة الزوار وتقديم الطعام والشراب، تجد ما لا يصدقه العقل عندما يوثق في حكايات وتنقل خارج العراق بلد الطيبة والضيافة والكرم والشجاعة .
أن زيارة الأربعين تمثل ظاهرة ربانية تجمع الناس من كل حدب وصوب، لا تختص بطائفة دون أخرى، وهي فرصة للتعبير عن رفض الظلم وإعلاء كلمة الحق، وتؤكد على التعاون وفق مبدأ القيم الإنسانية السامية بصورة عامة، كما تؤكد على مبادئ وقيم الثورة الحسينية بصورة خاصة، المبادئ التي تحث على تماسك المجتمع، ورفض جميع الوسائل والممارسات الدنيئة التي تريد بالإسلام والمسلمين السوء .