22 ديسمبر، 2024 4:28 ص

زيادة معدل الغباء السياسي

زيادة معدل الغباء السياسي

الفلسفة التي تقوم عليها الأنظمة الحكومية الغالبة في عالم عصر الشركات المتعددة الجنسيات ترتكز الى تشويه كل ما يرتبط بالمؤسسات الحكومية الاقتصادية والتعليمية والخدماتية , ليتم اللجوء الى زعماء العالم الأسود ورجال العصابات من قبل الناس في اطار عملية الخصخصة الناعمة وبرمجة العقول .

لذلك يتم عرض العديد من الخيارات السياسية في ظل العمليات الانتخابية الديمقراطية في العالم , وجميعها كتل غبية , يتم تسويقها إعلاميا .

لقد بلغت عمليات البرمجة العقلية مراحل متقدمة في منظومات العصابات , وانتقلت الى عمليات التحكم بالعقل الجمعي , في مقابل تردي مستوى الذكاء العام بفعل المناهج التعليمية الحكومية . ومن ثم يتصور الانسان انه يملك عدة خيارات ينتقي منها , لكنه لا يدرك قطعاً انها خيارات صناعية التقطها من الاعلام .

وفي العراق يجد المواطن جملة من الأحزاب ذات التوجهات الإسلامية والعلمانية والقومية , يمكنه ان يختار منها , الا انه دائماً يواجه نفس المصير ويخسر المزيد من أبنائه . فجميع هذه الأحزاب مملوكة للدولة العميقة , واقطاب هذه الدولة مملوكون للسفارة الامريكية .

ويمكن للمواطن العراقي مشاهدة العديد من القنوات الإعلامية , التي تزيده غباءً كل يوم , من فضائيات ومواقع تواصل اجتماعي وصحف .

ومن ثم يلجأ لرجال دين هم جزء من اللعبة , فهو غير قادر على تشخيص القيادات الدينية الصالحة بعد انخفاض معدل الذكاء واختلاط الأوراق الممنهج .

تعمد مجموعة غبية الى اختيار كتلة ( سائرون ) تحت تأثير الحماسة الدينية , والتي تسن قانوناً يخالف الشريعة مثل قانون ( العنف الاسري ) , دون ان تميز تلك المجموعة ما يجري , بسبب انخفاض معدل الذكاء .

كان ( محمود الصرخي ) يريد ان يصبح مرجعاً دينياً , دون ان يتم مقدمات هذا الامر وفق المنظومة العلمية الشيعية , فكان مرجعاً ناقصا , يحتاج الى جمهور غبي , فعمد الى اختيار اغبى الافراد ليشعر بالذكاء .

ان زيادة معدل الغباء ضرورة سياسية في عالم الشركات المتعددة الجنسيات لزيادة مقدار الربح . ففي العراق ايضاً يقوم ابن البلد الغني صاحب الثروة – بمبلغ ستمائة دولار – بحماية موظف اجنبي يعمل في احدى الشركات النفطية في العراق يعطى على الأقل اربة الاف دولار . وبينما لا يجد هذا العراقي من الخدمات في محل عمله او سكنه ما يتناسب والكرامة الإنسانية يتمتع الأجنبي بحياة افضل مما كان في بلده . تحت رعاية المرتشين . وهذا العراقي لا يلتفت الى هذه المعادلة البائسة , وينشغل بمواقع التواصل الاجتماعي وكثرة الحديث . فيما تنشغل النخب الاجتماعية بمظاهر من الخداع والانفة والكذب , بعد ان تم تأهيلها لهذه المرحلة لاكثر من أربعين سنة .