18 ديسمبر، 2024 11:43 م

زوروني كل سنة مرة…!!

زوروني كل سنة مرة…!!

هذه أغنية من ألحان سيد درويش , غنتها فيروز , وكارم محمود وآخرون , ولا تزال ذات عذوبة وتأثير.
حضرت الأغنية , والمسؤولون الأشاوس , أعظم إنجازاتهم أن يقوموا بزيارات , ولسان حالهم يقول “حرام تنسوني بالمرة حرام”!!
لعبة الزيارات نمطية أكل عليها الزمن وشرب , وما عادت ذات قيمة ومعنى إلا كونها ذات تطلعات إعلامية وتسويقية وتضليلية , لتبين للرأي العام أن المسؤول الفلاني يهتم بكذا وكذا , وهي أكذوبة ونشاطات مظهرية لا عملية .
فما قيمة الزيارات لمؤسسات خاوية على عروشها؟
المطلوب العمل والإنجاز المساهم بتقديم الخدمات المعاصرة للمواطنين , فالجد والإجتهاد وتسخير الطاقات نحو هدف واضح معلوم , تتظافر الجهود لإنجازه , ما يعوز آليات تفكير المسؤولين , المتوهمين بأن مهماتهم بلغت ذروة تمامها بالقيام بزيارة.
تبا لزياراتكم , أرونا إنجازاتكم ومشاريعكم الوطنية النافعة!!
دعوا أعمالكم تتكلم , وأبعدونا عن السلوكيات المظهرية الفارغة , المجردة من الإنجاز المبين.
البراميل الفارغة تصدر أصواتا عالية!!
فهل أنتم بالونات أم إرادات ذات تطلعات إنسانية سامية؟
لا توجد مثل هذه النشاطات في مجتمعات الدنيا , فالمسؤول يتكلم بأفعاله , وإن قام بزيارة فليعلن عن إنجاز كبير يهم مصالح المواطنين , لا أن يتبختر كالطاؤوس وسط جمهرة من الناس المغلوبين على أمرهم , وكأنه يدعوهم للتبرك به , والتباهي بلقائه , والتحدث إليه.
إنها سلوكيات بائسة , على المسؤولين تعلم كيفيات التحرر من سطوتها النكراء , وتحقيق العمل المجدي المؤثر في مسيرة الحياة.
فهل أن المسؤولية زيارات؟
وما هي المنفعة من هكذا نشاطات؟
حبذا لو تنورنا بمعطيات زيارة للمسؤولين الكرام؟!!
د-صادق السامرائي