الزوجة الذكية هي تلك التي تسحب هاتف زوجها الذكي وتهديه في عيد زواجهما هاتفاً غبياً ” ، وتطلب منه أن يستخدمه بدل ذلك الذي يجلب وجع الرأس إذا كان يحبها فعلاً .. وبهذا تُوقع الزوج في حرج شديد فهو أمام اختيار صعب .. فإن رفض طلبها اتهم بعدم حبه لها .. وإن قبل .. فرضت عليه إقامة جبرية مع هاتف ينتمي إلى سلالة ” الطابوكة ” ، عندما وصل الهاتف الذكي أول مرة إلى العراق نقل لي أحد الأصدقاء بأن حواراً جرى بين الهاتف وأحد مالكيه جاء فيه : سأل المالك : ما أسمي , فأظهر له الهاتف اسمه .. ثم سأله ما رقمي فأظهر له الهاتف رقمه .. ثم سأله في أي يوم نحن فأظهر له الهاتف اليوم والتأريخ والساعة والدقيقة والثانية ، ثم سأله أن يسمعه نغمة فأسمعه الهاتف نغمة .. وسأله أن يتصل بصديق له فأتصل الهاتف .. وسأله أن يعرف مكان تواجده فأشار إليه على وفق البرنامج g.b.s ..ثم تمادى أكثر فسأله ما اسم حبيبتي فأجاب الهاتف (هذا ليس عملي) فرد عليه المالك بعصبية: (انت غبي) فأجاب الهاتف .. كل هذا وأنا غبي !! الهواتف الذكية عالم خاص دخل العراق وزاد من “دوخة” العراقيين الذين دوختهم الانتخابات وصور المرشحين وبرامجهم التي لها أول وليس لها آخر .. وصراعات الكتل وعدم إقرار الموازنة .. والحرب ضد داعش بقطع لمياه الفرات عن المدن الجنوبية ، واحتلالها الموصل وبعض مناطق صلاح الدين والانبار ، والضغوطات التي تواجه استكمال تشكيل الحكومة الجديدة بتسمية الوزراء الامنيين ، ورغبة البعض في الانفصال عن العراق ، وسقف مطالب الكتل ، والحشد الدولي لمقاتلة داعش ، وغيرها ، وسط هذا الكم الهائل من الدوخات ” اتت دوخة الهواتف الذكية لتزيد الطين بلة .. وهذه الهواتف إذا كانت للأزواج رحمة ، ونافذة حرة يطلون من خلالها على نساء من مختلف انحاء العالم ، وعلاقات بلا حدود ، وحوارات على مدار الساعة .. فأنها نقمة على الزوجات اللواتي بدأن يشعرن بالغيرة من هذه الهواتف كونها زوجة ثانية .. أو أنها وسيلة للزواج الألكتروني خارج مكاتب الزواج الشرعية وأروقة محاكم الأحوال الشخصية . الزوجات يشكين من انشغال ازواجهن بهذه الهواتف واهمالهم لهن حتى تصورن إنهن عازبات بعد الزواج .. بعضهن حاولن ان يغيرن من اشكالهن ، ويصبغن شعرهن ويرتدين ازياء الممثلات والمغنيات ، ومقدمات البرامج في الفضائيات .. فلم يجديهن نفعاً هذا التغيير .. بل ان بعضاً آخر منهن لجأ إلى تغيير ديكور المنزل ، لعلهن يجذبن انتباه ازواجهن ، الذين سرحوا في النظر إلى شاشات هواتفهم ساعات طويلة ، ما يثيروا اسئلة محيرة .. أصبحت هذه الهواتف فيما بعد سبباً لإشكالات وصراعات انتهت احياناً بالفراق .. وفي الوقت الذي توفر هذه الهواتف الفرصة للتواصل بين الازواج وغيرهم عن طريق البرامج الحديثة التي حُملت بحيث يستطيع الزوج التواصل يومياً مع زوجته عبر الصوت والصورة في حالة سفره أو كان يعمل في مدينة اخرى أو بلد آخر .. فضلاً عن التواصل بين أفراد العائلة الواحدة الذين تفرقوا نتيجة الزواج إلى مناطق عدة ومدن مختلفة . هذه الخاصية الجميلة جعلت الكثير من الزوجات لا تخفين قلقهن من احتمال ارتباط ازوجهن بفتيات “التانكو” .. حرية الازواج هذه التي وفرتها الهواتف الذكية كسرت الطوق الذي غالباً ما تفرضه زوجاتهم .. ولغرض انقاذ الازواج من هذه العزلة والإقامة الجبرية فقد اطلقت مؤخراً النسخة الكورية من الموقع الالكتروني الذي يوفر التعارف السري للمتزوجين على متزوجين آخرين.. وقد جذب هذا الموقع (46) الف مشترك في اسبوع واحد .. وهو يسعى الى ان يبلغ العدد (500) ألف عضو ، وهذا ما يشكل 1% من سكان كوريا , والموقع الالكتروني الذي حاول ان يجد له سوقاً ومشاركين بين الكوريين اتخذ له شعاراً .. “الحياة قصيرة” . في دعوة مبطنة تقول : ايها الرجال لا تبقوا أسيرين زوجة واحدة .. الموقع الكوري انتشر في (35) دولة ليس بينها العراق .. وقال مؤسس الموقع الالكتروني نوبل بيدرمان ان موقعه يكتفي بتسهيل نشاط عالمي يزدهر بين كل طبقات المجتمع في كل بلاد العالم .. ولإختبار مدى فاعلية هذا الموقع وجذبه للمهتمين .. فقد انشأ صحفيون تابعون للوكالة الفرنسية حساباً وهمياً لسيدة متزوجة جذب (60) مهتماً خلال (24) ساعة معظمهم من الرجال .. فلا تقعوا في مثل هذا الفخ أيها الرجال ، واقبلوا بهدية زوجاتكم بمناسبة الذكرى السنوية لزواجكم ، ولا تدعوا هذه المقالة تقع بين ايديهن فيحصل المكروه !!.