18 ديسمبر، 2024 6:59 م

زوبعة في فنجان

زوبعة في فنجان

كثيرا”ما يطرق أسماعنا هذا المثل الدارج ولو تأملنا في كلمة زوبعة لهاجت النفس وماجت خوفا” من تأثير وإشتداد الرياح وهيجانها وما تخلفه وراءها من دمار في الأموال والارواح وهي عبارة عن دوران الرياح حول نفسها وقد ترفع الأشياء عدة أمتار وتهوي بها وقد تقتلع الأشجار من جذورها وتدمر كل ما تمر عليه في طريقها لكن عندما تقترن مع كلمة فنجان يكون وقعها أهون مما نتصور لان مساحة الفنجان صغيرة لا تسمح بذلك ، لكن في الحقيقة هو مثل يضرب ولا يقاس كباقي الأمثال العربية وتطلق لحالة الثوران والهيجان المحدود والذي لايدوم طويلا ” .
وهكذا ينطبق لكل فعل وعلى جميع الأصعدة عندما يتم تضخيم موضوع معين ويعطى حجما” أكبر من حجمه الحقيقي لا سيما في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ومواقع التواصل الإجتماعي والتي وجدت من أجل أهداف أسمى وغايات أرفع دون إعتبار لما ينجم عنه من توترات وإحتقان وضغينة بين مكونات المجتمع الواحد والذي تربطه قواسم مشتركة منذ آلاف السنين من الأرض واللغة والثقافة والعادات والتقاليد الإجتماعية السائدة بينهم وقد تكون لغاية في نفس يعقوب قضاها وماتؤول اليه من نتائج لا تحمد عقباها ، وعليه ينبغي التعامل مع كل المشاكل صغيرها وكبيرها بعقلانية وضمائر حية بعيدا”عن العواطف الجياشة التي تثور في ساعتها وسرعان ما تخمد ونتيجتها الندم المحتوم وحينها لاينفع الندم عندما تظهر الحقائق كما هي دون تزييف أو تحريف ليقي الناس شرها من خلال تعميق الثقة المتبادلة بين الأطراف المتنازعة وصولا”الى الهدف المنشود والذي يبحث عنه طرفي النزاع