23 ديسمبر، 2024 7:29 ص

زوايا نظر ووجهات نظر في سيكولوجية دموية الحرب

زوايا نظر ووجهات نظر في سيكولوجية دموية الحرب

1 \ : في كلِّ جولة مفاوضات حول عقد هدنةٍ ما مع صفقة تبادل اسرى محدودة بين حماس واسرائيل , وتتولاها مصر وقطر والأمريكان , تتعنّت تل ابيب على ابسط الشروط ذات العلاقة ” وكأنها تتعنّت مسبقاً لعرقلتها ” ! رغم اسراها لدى حماس , اثناء مثل هذه المفاوضات ” السابقة والحالية ” , تتساقط اعدادٌ اخرى من الإسرائيليين بالصواريخ الفلسطينية , وتقابلهم اضعاف مضاعفة من المدنيين الفلسطينين , ومن دون مبرراتٍ عسكرية او أمنيّة .. كان من الممكن الإستغناء عن هذه الرحلات المكوكية بين ” الدوحة وقطر ” لولا العنجهية الإسرائيلية ذات السيكولوجيا القاتمة في عدم عقد مفاوضاتٍ مباشرة Face to Face بينَ ممثلين اسرائيليين وممثلين عن حركة حماس , ولو في اجتماعات سرية بعيدة عن اضواء وسائل الإعلام , فلو حدثت هذه الإستحالة اللاممكنة لكانت سبل الإقناع والدبلوماسية اكثر اتساعاً , وصاحبتها بعض المرونة في ديناميّة التفاوض , لكنّ نتنياهو يرتأي ويفضّل مقتل اكبر عددٍ من جنده على لقاءٍ مباشر مع مندوبين عن حماس , وهنا تلعب سيكولوجيا العجرفة دورها بكفاءة لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي هذا .!

2 \ : مسألة المساعدات الغذائية والدوائية المُلحّة < وطُرق ادخالها وايلاجها > صارت لها من الأبعاد ما يكاد يوازي القصف المدفعي والجوي الأسرائيلي المجنون على التجمعات البشرية والسكنية الفلسطينية في عموم مدن القُطّاع , وقد إتّخذت لها بُعداً دولياً – اقليمياً وساخناً يفتقد بالمطلق لكلّ ما قد يبرره , وهنا نشير بشكلٍ اكثر خصوصية ” بأننا غير معنيين بالحوثيين في الشأن السياسي او كموقفٍ عام يتّصل باليمن ” , لكن أن يعلن الحوثيون عن استعدادهم لوقف ضرب واستهداف السفن المارة الى البحر الأحمر ” عبر مضيق باب المندب وحتى في مياه خليج عدن ” مقابل أن تسمح حكومة تل ابيب بإدخالٍ كامل للغذاء عن طريق البرّ الى غزّة , فهذا ما يجرّ ويدفع بإتجاه حقل من علائم الإستفهام الملغومة والمريبة , حول تضحية الأمريكان والبريطانيين وعموم مجتمع الغرب بأعداد هذه السفن التي اصيبت لحدّ اليوم والأخرى التي على الطريق , مع ما يقود ذلك من تكاليفٍ باهضة على شركات التأمين العالمية – الغربية , إلامَ كلّ ذلك من هذه الخسائر والتي كأنها ( فداءً لأعيُن نتنياهو ! ) والذي امسى يواجه معارضةً حادّة من بعض اعضاء وجنرالات مجلس الحرب في تل ابيب , ووصلت الأمور الى الحدّ الحاد لأن يتجاوز عضو مجلس الحرب الأسرائيلي ” بيني غانتس ” لرفض نتياهو لزيارته الى واشنطن , لكنه فعلها والتقي بنائبة الرئيس الأمريكي ” كامالا هاريس – Kamala Harris ” , الى ذلك كذلك فقد كشف مصدر استخباراتي اسرائيلي لصحيفة ” التلغراف ” البريطانية بأنّ اكبر تهديدٍ لإسرئيل من الداخل هو وزير الأمن الإسرائيلي المتشدد ” ايتمار بن غفير ” الذي يتصرّفضمن قواعده الخاصة ويحاول تجاهل كلّ مَن حوله

3 \ : إذ تعرّضنا في مقالاتنا الأخيرة ” وربما سوانا ايضاً ” الى مسألة إلقاء مساعدات غذائية امريكية ” الى الفلسطينيين ” من الجوّ عبر المظلات ” , لكنّه اليوم ( يبدو وكأنه تحديثٌ او حداثةٌ في الموقف الأمريكي ! حيث اعلنت الأدارة الأمريكية أنها بصدد دراسة فتح طريق بحري إيصال هذه المساعدات , لنعيد ونكررّ هل استعصى على امريكا منع نتناياهو لإدخال المساعدات عبر معبر رفح , حتى لو كانت قافلة المساعدات الأمريكية معززة ومحمية بدبابات ” ابرامز ” الأمريكية ومغطّاة جواً بحماية ” السمتيات ” والمروحيات العسكرية الأمريكية , ولا ننجرّ هنا الى F- 16 و F – 35 ولا حتى الى طائرة الشبح ومرادفاتها ومشتقاتها الأخرى من الأشباح الجويّة .!

كأنّ العالم برمّته أمامَ عرضٍ مسرحيٍ تراجيدي – ساخر ومفروض قسراً على العقول ” وربما بأستعانةٍ غير مباشرة بالذكاء – الغباء الإصطناعي المشترك ” البطل الوحيد والفريد لهذا العرض كأنه بنيامين نتنياهو ! وما رؤساء امريكا وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول الأوربية الأخرى كألمانيا , فليسو سوى كومبارس من الدرجة الثانية , انّما يتقّدمهم زعماء وقادة بعض انظمة الحكم العربية من هؤلاء الأعراب سواءً العاربة او المستعربة وما بينهما .!