23 ديسمبر، 2024 4:51 ص

زواج القاصرات .. عودة للعبودية

زواج القاصرات .. عودة للعبودية

هي رزق من الله ، هدية لا تقاوم ، عطاء لا ينتهي ، دفق طاغ من الحب و الحنان .. هي أيقونة للفرح و السعادة ، ضحكتها ، صوتها ، خطواتها ، شعرها المتطاير ، كل ملامحها البريئة ، تنطق بكل ألوان الخير ، كرمها الإسلام و رفع من شأنها ، حرم وأدها .. ميزها عن الجاهلية فأكرمها .. أخرجها من غياهب الموت إلى أعلى مراتب الحياة .. في كل مكان وضعت كانت تفيض بالعطاء و الحب .. إنها المرأة ..
أكرمها الله و أعلى شأنها ..
أعطاها الله في الإسلام حقوقا كثيرة منها حق الموافقة على الزواج و الزوج ، حق المهر ، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ، حق العيش و الموت بكرامة و غيرها .. و ألغى كل ملامح الجاهلية الظالمة .. ليأبى المجتمع أن يعطيها حقوقها فيعود بها إلى مخالب الظلم و الظلمات و يعود بها إلى العبودية !
زواج القاصرات أحد مظاهر العبودية التي تعود إلينا بحلة جديدة ، التي تستضعف المرأة و بدلا من أن تعطيها حقوقها فأنها تسلبها كل الحقوق بل و تضع على عاتقها الكثير ..
ما الاسباب و ما الدوافع? تختلف من أسرة إلى أخرى ، أحيانا يكون الفقر سيد الموقف فيقوم ولي الأمر ببيع ابنته كأنها قطعة أثاث للبيع و استلام مهرها ثمنا لها و الذي هو أحد حقوقها !
و أحيانا يكون الجهل سيد الموقف ، ظنا منهم أن الفتاة خلقت للزواج و الخدمة و التربية و العبودية فقط! فلا حق لها في التعليم و لا حق لها في العمل !
المال هو سلطة أقوى من كل شيء ، تجعل أصحابه ذوي سلطة نافذة ، فتسول لهم أنفسهم حق شراء الفتيات الصغيرات ، كسلع تشترى بثمن بخس يرضي رغباته فيلقيها و يبحث عن الأخرى !
قسوة الأهل و ظلمهم ، يد أخرى تمتد الى أعناق الفتيات ، تجعلهن يهربن من منازلهن ظنا منهن أنهن يهربن من الجحيم الى الجنة فإذا بهن يلقين بأنفسهن إلى الهاوية!
الخوف المتعلق بالموروثات الاجتماعية أحيانا كثيرة يدفع الأهل و الفتيات لاتخاذ قرارات خاطئة ، من ضمنها الخوف من هاجس العنوسة التي وضعوا لها خطوطا حمراء كثيرة و فترة عمرية لا يمكن تجاوزها ، مما يجعل الفتاة و الأهل يقعون في فخ زواج القاصرات غير مبالين بما يقع على الفتاة من ظلم و كبت و دفن للرغبات و الكرامة !
نحن نرى منكرا بحق بناتنا و أخواتنا ، و وجب علينا تغييره ، عملا ، قولا أو بأضعف الايمان . علينا توعية المجتمع و الأسرة و الفتيات بحقوقهن و أضرار الزواج المبكر عليهن نفسيا جسديا و اجتماعيا ..
لابد أن نجد استراتيجيات واضحة للحد من زواج القاصرات بالتوعية الإعلامية ، سن قوانين رادعة و تحديد عمر قانوني للزواج ، و التوجيه الديني و الثقافي للأفراد و الأسر بحقوق المرأة في الدين و المجتمع .