23 نوفمبر، 2024 1:31 ص
Search
Close this search box.

زوابع وفناجين !

ما يحصل عبارة عن “زوبعة في فنجان” , وهي هيجان ضعيف الأثر , والمطلوب منه كشف الأوراق وتحديد المواقف , والضحك على ذقون المتوحلين بالفساد والإفساد والتدمير الوطني لبلدانهم ومجتمعاتهم المقهورة بهم.

والعرب من طبيعتهم أنهم يتحمسون للزوابع ويتحولون إلى أعاصير فتالة على أبناء جلدتهم , وإخوانهم فما تكاتف العرب يوما إلا على أخيهم العربي , والدليل الواضح الأخ الأقوى الذي فتك به أخوته وإستقدموا قددرات الدنيا لتدميره ومحق دوره ووجوده , وما أصابه بسبب التكاتف العربي ضده وتعاونهم مع الآخرين لقتله.

واليوم تدور الدائرة على الذين تعاونوا ضد أخيهم القوي وأخوتهم الآخرين , ويبدو أن “أكل العنب حبة حبة” يجري العمل به على قدم وساق , ذلك أن الذي يزري بأخيه ستدور دائرة الويل عليه , وسينال بمقدار ما أنال أخاه وأكثر , لأن المفترس الذي يجد عونا له من بين فرائسه سيكون متحمسا للإفتراس الأعظم.

والذي لا يعرف حجمه سيبوء بإثمه , فكل متّسعٍ إلى إنحسار , وكلّ مقتدرٍ إلى زوال , وكل متكبرٍ إلى إستصغار , ومَن يعبث بخيرات الأرض ورزق العباد سيناله الإنخذال , ولن يدوم الجور والذل والهوان في أمة أحيت الأرض بأنوارها وأفكارها السامية الأصيلة السناء.

فأموال العباد لا يمكن التبجح بها والتقوي على أهلها وإمتهانهم بالإستحواذ عليها وإحتكارها والإستفراد بمدرارها الفياض.

ومن الواضح أن أموال العرب مستثمرة في قتل العرب , وما يجري في أروقة الدمار العربي تموله الأموال العربية الفتاكة بالعرب , ولا يمكن الجزم بأن الذي يحصل يمكنه أن يمول نفسه , فلا حدث في بلاد العرب أوطاني إلا وله أعوان إقليميون وعالميون وممولون محليون , وقدرات تنفيذية يتم توجيهها بالأوامر القاطعة , وعليه إلا أن تنفذ وتخضع لكي تبقى في بهتان عزها وأوهام سلطتها وسطوتها.

فالصغير المتجبر يرضع من أثداء الأقوياء حليب الترعن والإنفلات والتصور على أنه قد إمتلك مطلق القدرات , وعلى كل كبيرة بقربه أن تنصاع لسرابات رؤاه , وهذينات مناه.

وما دامت الأحداث في المنطقة تمضي على إيقاعات القوى الكبرى المهيمنة على مصير الدول فيها , فأن الذي يدور ما هو إلا من وحي الأسياد المُطاعين المبجلين , الذين يديرون دفة القيادات وفقا لبوصلة المصالح والمشاريع المرسومة والنوايا الخفية والمعلومة , وعندهم القول الفصل , وسيفهم فتاك النصل .

فهل من رقصة زوبعية في فناجين الويلات العربية , فالناس عراة في رمضاء الإنسانية!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات