المُجتمعات العربية قاطبة تحت وابل زوابع الأحقاد والكراهية وعلى مرّ الأجيال , ومصادرها متنوعة ومتعددة , ويأتي في مقدمتها ذوي العمائم واللحى , الذين كلما زاد عددهم ودورهم في المجتمع , تنامت الأحقاد والكراهيات والعدوانية ما بين الناس.
قد يقول قائل أن هذا إدعاء وإتهام , لكن الوقائع تشير إلى ذلك , وإلا لماذا لاتنتشر الرحمة والألفة والأخوة بين الناس بزيادة أصحاب العمائم واللحى , أضف إلى ذلك زيادة نسبة الحجيج إلى بيت الله , والذين يعودون إلى مجتمعاتهم , يساهمون بمزيد من السلوكيات السلبية المخلة بجوهر الدين.
النتيجة واضحة ولا يمكن تفسيرها إلا بأن لهؤلاء دور كبير فيما وصلت إليه أحوال العرب أجمعين , فكيف يكون مقبولا أن يقتل المسلم المسلم بفتاوى المعممين والملتحين , ويكون الفساد دينا في مجتمعات تحكمها أحزاب متوشحة بدين.
هل يمكننا أن ننفي العلاقة ما بين زيادة عدد المعممين والأحقاد والكراهية والفساد في المجتمع , والصورة ماثلة أمام العيان في وسائل الإعلام , والواقع المشين الذي ينطق بها بلسان دين؟!!
هل يوجد سبب آخر يتقدم على هذا السبب؟!!
قد تأتون بمئات التبريرات والتسويغات والتعليلات والتفسيرات , لكنها مجردة من الأدلة الواقعية اليومية الفاعلة في الحياة الإجتماعية , ولا يوجد أمامكم أوضح من العمائم الملونة واللحى المنسدلة والألسنة المنفلتة الناطقة بلغات الشياطين.
هذه التفاعلات التي تقوم بها العمائم كل يوم وجمعة في المجتمعات العربية , هي الداء العضال الذي يفتك بالبلاد والعباد , فلا تدعو إلى دين قويم , وإنما تسعى لتأكيد هواها وما فيها من نوازع شرور وإنتقام فتلبسها لبوس دين , وتضلل وتخدع المساكين من أبناء الأمة وتأخذهم إلى سوء المصير.
فأي ممثل لدين هذا الذي ينطق بالعدوانية والكراهية والبغضاء وسوء الظن , ويحث على الإنتقامية والتكفيرية ويحسب أن دينه هو الدين , وغيره من القوم الذين يفتي بإبادتهم وتخليص الأرض من آثامهم وخطاياهم , فهو المعصوم المنزه الذي يقيم عدل ربه ويسعى في الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه , وهو الأعوج واللامستقيم.
تلك حكاية ينابيع الأحقاد والكراهية , التي تنفث شرورها في بقاع أمة العرب بإسم الدين , فهل من قدرة على إدراك معاني الدين؟!!
و”الكتب والرسل والأديان قاطبة
خزائن الحكمة الكبرى لواعيها”