23 ديسمبر، 2024 6:28 ص

زوابع الأحقاد والكراهية!!

زوابع الأحقاد والكراهية!!

مُجتمعاتنا تحت وابل زوابع الأحقاد والكراهية وعلى مرّ الأجيال , ومصادرها متنوعة ومتعددة , ويأتي في مقدمتها ذوي العمائم واللحى الذين كلما زاد عددهم ودورهم في المجتمع , تنامت الأحقاد والكراهيات والعدوانية ما بين الناس.
قد يقول قائل أن هذا إدعاء وإتهام , لكن الوقائع تشير إلى ذلك , وإلا لماذا لا تنتشر الرحمة والألفة والأخوة بين الناس بزيادة أصحاب العمائم واللحى , أضف إلى ذلك زيادة نسبة الحجيج إلى بيت الله والذين يعودون إلى مجتمعاتهم , ولا يساهمون بصناعة السلوك الرحيم.
النتيجة واضحة ولا يمكن تفسيرها إلا بأن لهؤلاء دور فيما وصلت إليه الأحوال , فكيف يكون مقبولا أن يقتل المسلم المسلم بفتاوى المعممين والملتحين , ويكون الفساد دينا في مجتمعات تحكمها أحزاب متوشحة بدين.
هل يمكننا أن ننفي العلاقة ما بين عدد المعممين والأحقاد والكراهية والفساد في المجتمع , والصورة ماثلة أمام العيان في وسائل الإعلام , والواقع المشين الذي ينطق بها بلسان دين؟!!
هل يوجد سبب آخر يتقدم على هذا السبب؟!!
قد تأتون بمئات التبريرات والتسويغات والتعليلات والتفسيرات , لكنها مجردة من الأدلة الواقعية اليومية الفاعلة في الحياة الإجتماعية , ولا يوجد أمامكم أوضح من العمائم الملونة واللحى المنسدلة والألسنة المنفلتة الناطقة بلغات الشياطين.
هذه التفاعلات التي تقوم بها العمائم المتاجرة بدين كل يوم وجمعة , هي الداء العضال الذي يفتك بالعباد , وهي لا تدعو إلى دين قويم , وإنما تسعى لتأكيد هواها وما فيها من نوازع شرور وإنتقام فتلبسها لبوس دين , وتضلل وتخدع المساكين وتأخذهم إلى سوء المصير.
فأي ممثل لدين هذا الذي ينطق بالعدوانية والكراهية والبغضاء والشحناء , ويحث على الإنتقامية والتكفيرية ويحسب أن دينه هو الدين , وغيره من القوم الذين يفتي بإبادتهم وتطهيرالأرض منهم , فهو المنزه الذي يقيم عدل ربه ويسعى في الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه , وهو الأعوج اللامستقيم.
تلك حكاية ينابيع الأحقاد والكراهية التي تنفث شرورها في المجتمع بإسم الدين , فهل من قدرة على إدراك معاني الدين؟!!