كنت اتمنى …
أن أفتح عيني
في صباحات شمس بغداد
فأجد ظلا من ظلال زها حديد
تلك النخلة العراقية الباسقة
أو أقف فوق شط العرب
فأرصد جسرا لمحبتنا العائمة
لأعيش زهوا من زهوها الأزلي
الذي ملأ الدنيا وشغل غيرنا
كنت اتمنى…
ان اضغط زر التلفاز فأشاهدها….
وهي ترصد بخيالها الخصب الجميل
حضارة سومر وبابل واكد
فتتحدث عن اشور بانيبال
وتكتب بيديها الناعمتين
قوانين حمورابي …
وخلود كلكامش ….
أوتتأمل افقنا في الكتابة
وحفاوات حضاراتنا
فتعزف سمفونية الأبداع
بلغات العالم
ولهاثنا المتواصل
في تناغم عشقها
وشموخ صروحها وخلود تألقها
حين ترتد صدى
مثل قصائد السياب
وأغنيات ناظم الغزالي
وثماثيل جواد سليم
ولوحات فائق حسن
كنت اتمنى …
أن أسمع صوت محمد حديد ….
ليعيد زهو الزمان
وهو يخطب منتصرا
للفقراء والمساكين
حاملا استقالته
بوجوه المتسلطين الخائبين
ومحذرا من الديمقراطيات الزائفة
والوجوه التي تتكرر في الأنتخابات
مثل ركام الاخبار
وحوارات الأضداد
وحروب الطوائف
اوحروق الشوارع …
وهي تتوزعنا
مثل السيارات المفخخة
والعبوات الناسفة
والتصريحات النارية
والفضائيات …
التي تتقاتل في الرعب
…..
ليس لنا غير ان نتمنى
فنحن مفلسون من أوطاننا
والعالم كله يتفاخر في ضيمنا
…..
وليس لنا غير ان نتمنى
أو نبكي غربتنا
أونتباكى في حرقتنا
وطنا يحكمه الغرباء