19 ديسمبر، 2024 2:18 ص

اليك اهدي هذه الكلمات من وجعي وجع رحيلكفالمبدع لا يشعر بالألم الا اذا رحل مبدع وانا كمبدع كشاعر وكاتب احمل قلما مليئا بالألام الم الانسانية والطفولة والحب والوطن والعشق والحضارة لهذا اعلنت نفسي لا منتميا لشيء نعم انا اللامنتمي فأنا انتمي للابداع والمبدعين فقط واذا ما رحل واحد منا سقطت فلا شيء يسقطني سوى رحيل مبدع لكنني انهض من جديد فمسيرة الابداع مستمرة …..بهذه الكلمات استقبلت خبر رحيل زها حديد وصعقت كعادتي الما وحزنا وبكاءا …..ليست المرة الاولى التي اصعق فيها عندما يرحل مبدع او ترحل مبدعة من عالمنا هذا العالم المليء بالفوضى التي لا يتقبلها العقل الانساني الواعي المثقف …..  فقدرنا نحن المبدعين ان نصعق عندما يرحل واحد منا ربما تختلف افكارنا وتختلف اقلامنا وربما نلتقي على المنابر وتشتعل معارك الكلمات بيننا فمواقفنا احيانا تجعلنا اصدقاء وربما اعداء لكن عندما نجتاز المدى تبقى هويتنا واحدة الا وهي هوية الابداع …..زها حديد كانت واحدة منا نحن المبدعين ربما يختلف ابداعها عنا فالشعر شيء والفن التشكيلي شيء ولغة الانغام والالحان شيء والهندسة المعمارية شيء لكن تختلف قوانين عالم الابداع عن قوانين هذه الفوضى التي تعيشها البشرية من قتل ودمار وسفك للدماء فقوانين عالم الابداع تصنف كل عمل انساني نابع من العقل والقلب ابداعا …..زها حديد …كانت مبدعة نادرة لأنها صنعت من الحديد والفولاذ اجمل التحف الفنية العملاقة التي ستبقى صامدة امام الاجيال …..لهذا صعقني خبر رحيلها لأنها رحلت من عالم الابداع وبقيت اعمالها شواهد على تأريخ الحضارة الانسانية في العصر الحديث لذا تستحق لقب ثائرة الهندسة المعمارية في عصرنا هذا لأنها زرعت في العقول والقلوب اجمل المناظر الخلابة التي لها سحر ونعومة ملموسة مثلها مثل القصيدة واللوحة التشكيلية والمنحوتة الصخرية ربما الاحجام تختلف فالشعر كلمات تخطف القلب واللوحة مزيج من الالوان تخطف العين والمنحوتة صورة جامدة لقصة لها شخوصها وابطالها بينما اعمال زها حديد كبيرة تتخذ من المساحات بساطا لها وتتجسد في الفضاء الشاسع وفي الزوايا وما بينهما انحناءات وانكسارات والتواءات تبهر زائريها ويبقى الصمت شاهدا على عمق الابداع والعقل الانساني …..فالجمال والسحر والنعومة لا تقتصر على الكلمات والحروف بل تبلغ اقصى معانيها في صور اخرى كأعمال زها حديد فهي تجعل من الحديد والفولاذ تحفة فنية هنا لا تسعفني الكلمات لكي اصف اعمالها فقائمة مشاريعها الهندسية تتخطى مخيلتي المليئة بالفوضى فأقف حائرا امام روعة التفاصيل والاسماء والاماكن والاشياء التي صنعتها ولا يسعني سوى ان اكتب بضع سطور كنوع من التقمص الروحي لارضاء ذاتي كمبدع اعلن عدم انتماءه لشيء الا لعالم الابداع والمبدعين …..هنا يمكنني القول ان اعمال زها حديد تكاد تصل حد اللامعقول في الهندسة المعمارية لا لكونها غريبة وعجيبة بل لكونها مزيج متناقض متجانس ما بين الجمال والخيال …..فأحيانا كثيرة عندما ارسم او اصنع من لا شيء شيئا مميزا كلوحة كولاج اقف بصمت واقول لم يكتمل عملي هذا ولوحتي تنقصها لمسة فنية …..ابحث بين طيات العقل والقلب الى ان اصل الى تلك اللمسة فتحتضنها بينما اعمال زها فهي نادرة الحدوث وصعبة التنفيذ لكونها تجعل من اللاشيء شيئا مميزا في شواهد عملاقة وهذا بحد ذاته ابداع ينبض بالخيال يضاف الى ابداع العقل …..  مقطع شعري ( سيدتي ) ….. التف ورائي
أرى جنديا
من جنود جيش المبدعين
 يسقط …… 
اقف حائرا
فرحيل احدهم يسقطني
واقفا منتصب القامة
فلا شيء يزرع الوجع في خارطتي  
الا شيئان
عشق انثى بيني وبينها امواج المتوسط ( البحر الابيض المتوسط )
ورحيل مبدع بيني وبينه
حبر القلم
وصرخة الورق
 ورقصة الفرشاة والالوان
فسقوط احدهم يسقطني
 تمضي الثواني
وتنضج ذاكرتي
كمبدع تسكنه الفوضى 
ارى رايات الابداع
خفاقة عالية
حينها اعلم انني لست وحيدا 
فجحافلنا
تملأ الارض ضجيجا ……..
وتبقى الاسطورة
وحدها لا تذبل
وتبقى زها
فالزهور الحمراء لا تذبل
ويبقى الابداع …. سيدتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات