ظهرت عطور ملامح الأحتلال البغيض في كل أركان العراق الديمقراطي الشفافي الذي وعد بإزالة أسلحة الدمار الشامل وتحقيق الرفاهية والحرية والأزدهار، وأنكشفت نوايا الأحتلال (الأنكلو صهيو أميريكي) وقُبح مخططاته الخبيثة التي تم تنفيذها ببراعة كبيرة فاقت كل التوقعات. ومنذُ اللحظات الأولى للأحتلال تحول العراق الى سجن كبير بعد أن نكث ساسة العراق الجدد العهود التي صدعوا بها رؤوسنا عن أحترامهم ومراعاتهم لحقوق الإنسان، فأي أحترام ومبادئ أنسانية نادى بها المحتل؟! واليوم بات العراقيون يعرفون ظاهرة السجون السرية والخاصة بعد الفضحية الكبيرة في سجن “سور نينوى” داخل مطار المثنى الذي تحول الى ثكنات عسكرية حتى بات المعتقل فيها يوضع في الحمامات وسيارات الأسعاف الثابتة والمتحركة عندما تكون هناك لجان تفتيش ولا أعتقد أن شعبنا من هواة (النسيان) فالجميع يتذكر كيف تم نقل ثلاثة عشر سجينا بسيارة أسعاف بقيت تتنقل بهم من مكان الى آخر قبل مداهمة السجن بلحظات بعد أخراجهم من الباب الخلفي للسجن المذكور الذي يقع أمام ساحة لكرة القدم داخل مطار المثنى وكان من المفروض أن تقتحم لجنة التفيش حينها سجناً سرياً آخر أكبر من سجن سور نينوى ويقع بالقرب من السجن المذكور ومحاذي لسياج مطار المثنى الذي لايزال تنبعث منه روائح تزكم الأنوف من أبناء شعبنا المغيبين في سجون ودهاليز وزنزانات ديمقراطية العالم الثالث، ومن كتب له الأفراج يعرف أنه كانت هناك حفلات ليلية للتعذيب والأهانة والحرمان والذل ودائماً ما تقوم به الحكومة بوضع الذنب برأس أحد المسؤولين ليكون (كبش فداء)..! وهكذا كان في حينها مدير السجون الذي هربته الحكومة الى جهة مجهولة والمصيبة أن رئيس الوزراء في حينها صرح علناً بأنه لايعلم أن هناك سجون سرية وهذه هي المصيبة الأكبر!
وهذا ما كان يمارسه الحكام الطغاة من دون أستثناء، لا سيما في عهد النظام السابق قبل الأحتلال عام 2003 حيث كانت هناك سجون ومعتقلات سرية وعلنية شهدت مآسي بشعة كالتي نشهدها اليوم بعد دخول الأحتلال الأمريكي _الصهيوني، وما بين ليلة وضحاها تكدست الزنزانات العراقية بـمئات العراقيين الأبرياء من دون محاكمات أو تهم محددة، وما زاد الأمر سوء هو ظاهرة الأختفاء غير المعلن الذي استشرى بصورة مرعبة بين المعتقلين الذين لايعرف عنهم أحد شيء سوى (رب العالمين)! وذلك بسبب (المخبر السري) الذي بات منزلاً من السماء! واليوم كُشفت مصادر عدة وأهمها: (صحيفة الجارديان البريطانية، صحيفة التايمز البريطانية، لجنة حقوق الإنسان في البرلمان، مجلة فانيتي فير “VANITY FAIR” الأمريكية الشهيرة) الى وجود عدد كبير من المعتقلين في أماكن سرية تمارس ضدهم أبشع عمليات التعذيب اليومية التي لا تطاق والتي يمارسها عليهم جلادون من منتسبي (وزارة علم دار) المشهورة بهذه الأعمال! فهل ستقدم الحكومة العراقية اعتذاراً كما فعل وزير الدفاع الأميريكي رامسفليد لكل معتقل تعرض لأبشع أنواع التعذيب والاهانة في سجونها السرية والعلنية؟ ونداء الى رئيس الحكومة العراقية متى ستنتهي سيناريو هذه المعتقلات والسجون؟ فيا دولة رئيس الوزراء اعرف هموم وطنك من خلال معاشرتك لأبناء شعبك وتقرب اليهم وحاول زيارة هذه السجون لمعرفة المظلوم من الظالم.. والجلاد من المجلود.
أودعناكم أغاتي