زمن كاليميرو

كل يوم نكتشف أن شلون چنا فطّر وزواج وإحنا زغار نتفرج على أفلام كارتون عبالنا هي بس مال نگضي وكت گدام التلفزيون حتى ماما وبابا ياخذون راحتهم عالسريع، لأن كانت الفترة المخصصة هي سبعطعش دقيقة تبدي ورا الحديث اللي كان يطلع بصوت غازي فيصل في الستة وثلاثطعش دقيقة، وتخلص بالستة ونص، چنا ما نتحرك من گدام شاشة التلفزيون في الخط الأمامي، بينما بابا وماما في الخطوط الخلفية لأسباب تتعلق بالأمن الفستوقي وسرية الحركة.
فهاي الأفلام إكتشفنا كلها رسايل مشفرة وإحنا دچة ودبنگ، من بشار يدوّر على أمه وباربا الشاطر وكاليميرو، وحتى قبلها الأرنب والثعلب وسبابا بوتانيشكا إللي أنقذت حبيبها بظفايرها الذهبية، والمهر الأحدب، ووصولاً إلى عائلة هومر سيمپسون. فبشار طلع كله قهر وضيم النازحين والمفقودين، وباربا الشاطر طلع موجود وي كل واحد عنده چطل مليشاوي، يسوي ويصير إللي يريده مثل باربا الشاطر أعظم ساحر، خاصة إذا مليشيات مقدسة تشوف باربا الشاطر يسوي من الذبابة دبابة، قادر يا باربا. وهومر سيمپسون توقع قبل عشرين سنة ترامب يصير رئيس، والأرنب والثعلب هم نفسهم يمثلون إنهيار الإتحاد السوفييتي بكل قوتها أمام الأرنب الملعون، والمهر الأحدب هو شلون تعرف تلعب لعب بالإمكانيات المتوفرة لك مثل ما نشوف خريج إبتدائية يشد شهادة ما تعرف من وين ويصير مستشار بالرئاسة.
بس المهم بشغلتنا وحالتنا هو كاليميرو، لأن طلع هذا الكتكوت أبو الشفقة هو محرك كل شي عدنا، فكاليميرو لابس نص گشرة على راسه، چنها عمامة شايلها وياه وين ما يروح، يتخبه جواها من يقترب الخطر ويكشخ بيها بالمناسبات، ويسويها ماعون ياكل بيها من يجوع، ودرع حصين إذا تجي حصواية أو جتي غارة مفاجئة من غراب يريد يخطف كاليميرو.وهسة العمامة شغلها نفس شغل گشرة كاليميرو، بس تگعد عالراس ويصير ذاك الراس يسوى كل الناس في الفهم والعلم والوطنية والإحساس والأساس والباقي كله خياس. ومثل ما گشرة كاليميرو سوت من واحد كتكوت هو الفهيم مال المزرعة كلها والمزارع المجاورة، العمامة سوت وتسوي نفس الشغل، تشوف مئات الفروخ ( والفرخ بالمعنى العام والمعنى +١٨ ) والكتاكيت لابسين عمامة وعباية سودة حتى صدگ يشبهون كاليميرو ويتحكمون بكل شي، فقه الدين وفقه القانون وفقه الفسنجون وحتى فقه الضربة الحرة المباشرة من يروحون للملاعب وينطون رأيهم في زاوية الضربة ولا چنهم روبرتو كارلوس من جاب گول على پارتيز گولچي فرنسا، وهسة أكو طلب من الفيفا چم وجبة عمايم يروحون يحللون مباريات كأس العالم بروسا، وهسة صايرة بالنعل الكل يريدون تسجيل الأسماء بعد ما أثبتوا قدرة وقابلية كبيرة بلعب الطوبة بالشعب والبلد.
زمننا زمن كاليميرو، حكمة كاليميرو في إدارة شؤون المزرعة، والديمقراطية نطتنا هدية جابت إلنا كتكوت حتى بالشكل يشبه كاليميرو، وصوته صوت كتكوت يوصوص، وشراهتة شراهة كتكوت، ما يشبع، ومثل ما كاليميرو چان يحط منگاره بكل شي هسة كتكوت الديمقراطية مالتنا أصابيعه بكل مكان من الدستور وخبز التنور وشارة المرور وأسرار السعادة والسرور وآداب زيارة القبور وكتابة طلاسم دفع الشرور وزراعة الأرض البور وفوگاه هو الخير والركة وللوطن سور. شميصير نركض للكتكوت إللي هو الوكيل المعتمد لكل الحلول.
يا جماعة گعدوا گدام التلفزيونات وتابعوا شنو أفلام كارتون بهاي المرحلة، وراح تعرفون منو راح يفوز بالإنتخابات ومنو راح يصير الكتلة الفائزة وشنو برنامج أربع سنوات الجاية، وركزوا زين ترى هسة بعض القنوات التفلزيونية رجعت تعرض حلقات كاليميرو بالنسخة الكومبيوترية الحديثة، و رحم الله والديه جورج أرويل، ترى إحنا بمزرعة الحيوان بس محتاجين كاليميرو يفهمنا شلون ناكل العلف وما نزعج أبو المزرعة.