الواقع البشري مرعب حقا , فهذا الفايروس زعزع أركان الدنيا وجعل أقوى الدول خاوية على عروشها , فقدراتها غير كافية لمواجهة صولات كورونا المروعة القاطفة للأرواح والداعية إلى الموت بالجملة.
مستشفيات الدول المتقدمة تقف عاجزة عن تلبية حاجات المرضى الوافدين إليها بالعشرات والمئات في وقت قصير لم يكن مسبوقا في تأريخها.
ردهات الطوارئ تزدحم , والعناية المركزة تغص بالمرضى , والنقص بالمستلزمات الطبية في ذروته , فالكوادر الطبية في خطر , والمرضى في خطر , والعالم في وجوم , والموت يحوم.
عالم بجبروته وعدوانيته وعتوه وإستبداده وطغيانه يتصاغر أمام فايروس لا يراه , ويرتجف هلعا من صولاته المحمومة الحامية التي لا تعرف السكون والإسترخاء.
إنه إعصار فايروسي كوروني يأبى الهدوء , ولديه هدف يريد إنجازه والوصول إلى فحواه.
وإن الحال سيكون أفظع رعبا لو حصل في مجتمعاتنا , التي لا تمتلك قدرات الرعاية الصحية الكافية بالمقارنة إلى الدول المتقدمة.
نتضرع إلى الله أن يحفظ مجتمعاتنا ويقيها شر هذا البلاء الوخيم , ولياخذ الجميع بالأسباب اولا , فلا عاصم ربما من هذا الوباء إلا البقاء في البيوت!!
ولا تملك البشرية , في بقاع الأرض التي ضاقت وتسيّد فيها كورونا , إلا الوقاية والوقاية أمام عدو رهيب غدّار!!
والمطلوب من المجتمعات الخالية من أنظمة الرعاية الصحية المعاصرة , أن تلتزم بالوعي الوقائي وتنمية قدرات القوة الروحية , الكفيلة بتعزيز أجهزة المناعة وزيادة أعداد الأجسام المضادة اللازمة للتصدي لهذا الفايروس الوخيم.
فمن الواجب أن يتقدم رموز المجتمع ويوعّون الناس على الإلتزام الصارم بأساليب الوقاية من الوباء , والإعتصام بالبيوت وعدم الوقوع ضحايا سهلة للوباء , الذي إذا عصف بالديار الخاوية أصلا فأنه سيفتك بها فتكا شديدا.
أعان الله الرحمان الرحيم خلقه المساكين على هذا البلاء المكين.
اللهم أحفظ البلاد والعباد وإمنحهم القدرة على الحياة والنجاة!!
فلا تلمس وجهك بيديك , وابتعد عن الآخرين , واحمِ نفسك واحمِ غيرك , ولا تغادر بيتك!!