18 ديسمبر، 2024 9:09 م

زمن الاوهام أم انتزاع الفرص

زمن الاوهام أم انتزاع الفرص

ليس سهلا ان تولد في بيئة ترعى الاوهام بدل الاحلام، وتقتل الطاقات الشبابية في قلب الحياة المجتمعية وحتى السياسية، بدل انعاشها بالتمكين واعطاء المساحة المناسبة لاستثمار الطاقات الشبابية في الزمكانية المناسبة.
الروح الشبابية ما هي الا رغبة واندفاع تبحث عن الاسس الصحيحة والسليمة لتوجيه ذلك الاندفاع نحو الرؤية الصائبة لا الخاطئة، خصوصا وان شريحة الشباب من أهم واخطر الفئات المجتمعية، والتي من الممكن ان تكون سلاحا فكريا وعلميا وعمليا بيد الدولة لتبني بلدا ناهضا ومزدهرا، وعلى العكس في امكانية ان تكون تلك الشريحة سلاحا يستغل في هدم الحياة داخل المجتمع اذا ما تعاملت معهم الحكومات بشكل خاطئ ولم تكرس الجهود المطلوبة للنهوض بواقعهم واحتوائهم بالشكل المطلوب.
من المسؤول عن تسطيح احلامهم!
الحكومات تزرع الخوف في نفوس الشباب، حين تمنحهم الحق في كل شيء الا في التعبير عن ارائهم او المضي في مسيرة تحقيق احلامهم المشروعة في النظام الديمقراطي، خصوصا وان العقبة الكبرى تقف على سكة العمل السياسي، الذي يتم احتكاره بواسطة بعض الفئات السياسية التي لا ترغب بوصول تلك القامات الشبابية الى هرم السلطة، لانها ستكون بمثابة طلقة الرحمة في تواجدهم داخل العملية السياسية، ليبقى الشاب في دائرة الادانة بتهمة الطموح غير المشروع وبعيدا عن المكانة التي شرعها له النظام الديمقراطي، بسبب رغبة البعض في تسطيح الاحلام والسيطرة عليها لمستوى او حد معين، لان تجاوز هذا الحد سيكون بمثابة التهديد الصريح لسيطرة الشباب على العملية السياسية.
كيف من الممكن أن نصل الى القمر!
حين يدرك الشاب اهمية تواجده في نظام ديمقراطي يرعى طموحه ليكون صاحب قرار لا فقط اختيار، عندها فقط يستطيع ان يمضي بتوجه سياسي راعي لاهدافه وينطلق في تحقيقها من نقطة معينة، الوضع الراهن وان اتفقنا على صعوبته الا اننا نتفق ايضا في وجود الامكانية والطرق التي تمكنك من تحقيق شيئ من اللاشيء في وقت وظرف معين، بالتالي فان الوصول الى القمر، لا يكون بالجلوس مكتوفي الايدي، مترقبين لمصير الشعب بيد من لا يفهم لغة المصير، ولا يمتلك البرامج او الرؤية التي تؤهله لادارة البلد، في نفس الوقت الذي تمتلك فيه انت الفرصة لان تكون جزء في صنع القرار لا في تطبيقه.
الشباب العراقي عليه ان يدرك، بان زمن تسطيح الاحلام، والسيطرة على التوجهات، وزمن مافيات الفكر والتعقيد السياسي انتهى، وان الوضع الراهن لا يقبل القسمة على طموح الشباب واستغلالهم في تسويق الكهلة للبقاء على عرش السلطة، فالجيل الشبابي القادم لا يهتم بتعقيدات الماضي، ولا تهمه فلسفة الحاضر، وينظر للمستقبل بكل قوة وادراك، وان كان علينا التعامل مع هذا الاندفاع واحتوائه، يجب أن نفسح المجال لهم، واعطاء الادوار لا الحديث بها اعلاميا او كتابتها على الورق فقط، وان كان زمن اعطاء الفرص انتهى، فأهلاً بزمن انتزاع الفرص.