23 ديسمبر، 2024 1:48 ص

زمتنا السياسية والخدمية: الأسباب والحلول

زمتنا السياسية والخدمية: الأسباب والحلول

شخصت المرجعية الدينية العليا، من خلال البيانات أو الأستفتاءات أو خطب الجمعة التي صدرت منها، طيلت السنوات الماضية وبشكل متكرر ومستمر، اسباب الأزمات في كافة مجالات الحياة التي تحدث بالعراق، وأعطت حلولها، فلم تجد أذان صاغية لقولها، ومن خلال المتابعة لما طرح منها، نجد أن الأزمات تكمن في أربعة أسباب رئيسية:
الأول/ التدخل الأجنبي في شؤون الدولة، ويكون بطريقين أما عن طريق الغزو والإحتلال، أو عن طريق التبعية السياسية والإقتصادية لدولة ما، وكلاهما يؤديان إلى سقوط وأنهيار الدولة القائمة، والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك لا مجال لذكرها.
الحل: تشكيل حكومة وطنية مخلصة لشعبها وبلدها، تمتع بكفاءة وقدرة وإرادة وشجاعة ونزاهة، تتمكن من وضع برنامج سياسي وإقتصادي وأمني وخدمي متين كي لا تسمح لأي تدخل خارجي بشؤونها.
الثاني/المحاصصة السياسية القائمة على الطائفية والمذهبية، التي أنتجت الصراعات السياسية والحروب الداخلية، وأتت بمسؤولين همهم الوحيد المغانم والمكاسب الحزبية والشخصية.
الحل: يكمن بأسلوبين، أما بأغلبية وطنية تكون في الحكومة والمعارضة معاً، أو العمل بآلية جديد كما يجري في بعض البلدان الأوربية، حكومة رسمية تشكلها الكتلة الكبرى، وحكومة ظل تشكلها المعارضة وهي عبارة عن مراقبين ومستشارين لتقويم أداء الحكومة الرسمية.
الثالث/الفساد الإداري والمالي الذي يأكل وينهش بجسد الدولة، ويعد من أكبر الآفات في النظام السياسي والاجتماعي، وسبب أساسي وخطير في تدهور الوضع الاقتصادي والخدمي.
الحل: أختيار رئيس وزراء يتميز بصفات الحزم والشجاعة والقوة، ليخوض حرباً لا هوادة فيها على حيتان الفساد للإطاحة بهم ومعاقبتهم تحت مظلة القانون.
الرابع/ضحالة الوعي الإنتخابي لدى الجماهير، الذي لا يفرق بين الصالح والطالح، والفاسد والمصلح، والمحسن والمسيء، وتقاعسه عن أداء واجبه وتحمل مسؤوليته عندما أختار عدم المشاركة بالأنتخابات، لذا نرى الوجوه الفاسدة في كل دورة إنتخابية تحت قبة البرلمان.
الحل: تثقيف الجماهير على أهمية الإنتخابات ودورها في المشاركة الفعالة في العمل السياسي، لتغيير الحكومات الفاسدة وتحسين الأوضاع المزرية في البلد، وإختيار المرشح الأصلح والأكفأ والنزيه صاحب الماضي والتاريخ الحسن بين الناس، ودور التثقيف يقع على عاتق كل المثقفين من كتاب وإعلاميين ورجال دين وسياسيين ومنظمات المجتمع المدني ومؤسسات ثقافية زائداً دور الحكومة.