زلزال-ديب سيك-يهز عرش ترامبو وشركائه !

زلزال-ديب سيك-يهز عرش ترامبو وشركائه !

قبل أيام قلائل تعهد زوج ميلانيا”أبو بارون”، وأعني به البالون المتربع حاليا على عرش ” التراماسكية AI” دونالد ترامب أو – ترامبو – على وزن رامبو، بانفاق 500 مليار دولار لتطوير برامج للذكاء الاصطناعي ، متوعدا باحتكار تلكم الصناعة الرائجة حاليا أسوة بالعملات المشفرة لتحويل بلاد العم سام،الى عاصمة للصناعتين المذكورتين وبلا منافس يذكر حول العالم مع فرض قيود صارمة على الصين وحصارها في أسواق أشباه الموصلات ،والرقائق المعدنية ،والغازات الخاملة ،وطرق الامداد اللازمة لتطوير مختلف الصناعات التكنولوجية المتقدمة والتقنيات الحديثة ظنا منه بأن بلاد التنين الصيني ستختنق بهذه الاجراءات لترفع الراية البيضاء ،وتستسلم على طريقة الأفلام الهوليوودية الزائفة التي تعهد – أبو ايفانكا وتيفاني- باعادة منهول..يهوود الى عصره الذهبي بعد انحساره وتكبده خسائر جسيمة لصالح المؤسسات المناظرة الاجنبية ،الأمر الذي دفعه الى اختيار كل من الممثل جون فويت ، وميل غيسبون ،وسيلفستر ستالون – رامبو – ليكونوا عينه وأذنه وسفراءه لتحقيق هذا الهدف الترفيهي والسينمائي على حد وصفه .

إلا أن ما حدث كان خارج التوقعات تمام ذاك أن الصين وشعارها هو “السقوط في خندق يجعلك حكيما” لم تتعب نفسها كثيرا ولم تضيع وقتها هدرا كما نفعل نحن في الشرق الأوسط ولاسيما في الدول النائمة – المسماة جزافا بالنامية – حيث التخدير العقلي القائم على الطائفية المقيتة المبنية بدورها على كم لا يحصى من الخرافات والاساطير المتبوعة بالجدال العقيم ،وتبادل الشتائم، وكتابة البيانات الغاضبة ، واطلاق التصريحات المتشنجة غير محسوبة العواقب على مدار الساعة – ومثلنا فعل رئيس كولومبيا ورئيسة المكسيك وقبلها رؤساء البرازيل وفنزويلا وبنما ، ورئيس وزراء كندا وبريطانيا بعد أن أوقعهم جميعا كل من ترامب ،وذيله المهتز المؤقت ،ولسانه اللاهث الذي يسيل لعابا ككلب الدوبيرمان، المدعو ايلون ماسك ، في الفخ القاتل ،الأول عن طريق استدراجهم عبر تغريدات منصة ” تروث سوشيال ” المملوكة لترامب ، والثاني عن طريق تغريدات منصة إكس المملوكة لماسك – فإن الصين شعارها على الدوام هو “إذا امتلكت نفسك عند غضب، فستوفر على نفسك 100 يوم من الندم” لتطلق بدلا من الجعجعة وبكل هدوء وسكينة ووقار برنامجها المذهل ” ديب سيك ” للذكاء الاصطناعي بـ 6 ملايين دولار فقط لا غير مع اتاحته للبشرية جمعاء مجانا من قبل شركة صينية ناشئة وغير معروفة لم يكن لها وجود قبل عام 2023، لتُجلس الصين ببرنامجها الجديد هذا كل شركات التكنولوجيا الرقمية الامريكية والاوروبية العملاقة على الخازوق ما تسبب بانهيار أسهمها وتراجع أرباحها بشكل مخيف وبخسائر قدرت خلال 48 ساعة فقط بـ 108 مليارات دولار والرقم قابل للزيادة في غضون الأيام القليلة المقبلة .

ليس هذا فحسب بل وتسبب التطبيق الصيني (Deep Seek R1) الذي باغت الجميع وأذهلهم وبحسب النشرات الاقتصادية العالمية بانخفاض أسعار النفط الامريكي ليلحقها الذهب مع تراجع قيمة عملة البيتكوين المشفرة اضافة الى احداثه هزات ارتدادية مرعبة في بورصة وول ستريت للتكنولوجيا ،ومثلها في بورصة أسعار الطاقة ،ومؤشرات “ناسداك” و”إس آند بي 500″ و” ستاندرد آند بورز” ، لتنخفض القيمة السوقية المفقودة الى ما يقرب من 600 مليار دولار وبما شكل ثاني أسوأ انخفاض في تاريخ الأسهم وفقًا لوكالة بلومبرغ، لتتصدر قائمة أكبر المتضررين، شركة إنفيديا المتخصصة بتصميم بطاقات العرض المرئي وشرائح الكومبيوتر وأنظمة (إكس بوكس، سيغا ساترن، بلاي ستيشن) ، وعلى قول الجنرال والفيلسوف الصيني الشهير، صن تزو ، في كتابه (فن الحرب )،”إن القيادة الحقة تتجسد في تحويل ما هو محنة الى مكاسب ..وأن الانتصار في المعارك ليس هو النجاح التام ، النجاح التام هو أن تكسر مقاومة العدو بدون قتال!” وبما لم يجد ترامبو الرأسمالي المصاب بانتفاخ الذات، وتضخم الأنا ، أمامه من حكمة أمريكية للرد لأنه وعلى قول العرب ” فاقد الشيء لا يعطيه ” وعلى قول الأفارقة في حكمهم ” نقيق الضفادع لا يمنع الفيل من الشرب ،صحيح أننا نمتلك نفس العين البشرية لرؤية الاشياء،إلا أن نظرتنا تختلف” وبرغم ذلك فقد أكد مراقبون بأن زلزال”ديب سيك” هو زلزال اقتصادي بالدرجة الاساس تمكن من رأس المال الجبان ليزعزع أركانه ،أكثر من كونه زلزالا فنيا أو تقنيا ، وبما يهدد احتكار صناعة الذكاء الاصطناعي أمريكيا ،ويطرد المستثمرين ، مع تغيير معظم برامج وخطط وقواعد اللعبة في عامة هذا القطاع الرقمي المخيف والمتنامي بوتيرة صاروخية متصاعدة !

الأدهى من كل ما تقدم هو خروج ترامب في مؤتمر صحفي للتحذير من التطبيق الصيني المذكور وبما سيؤدي الى ارتفاع قيمته السوقية وليس العكس ، وبالأخص مع تكالب الامريكيين أنفسهم على تحميل ” برنامج التنين المجاني” بدلا من برامج الحمار والفيل “الامريكية المقيدة وباهظة الكلفة ” ليحقق البرنامج الصيني أعلى نسبة تحميل في متاجر التطبيقات كافة،فيما سجل الأعلى تصنيفًا على متجر أبل في الولايات المتحدة،فما كان من مالكي ومديري الشركات الامريكية إلا أن أعادوا ترديد المقولة الامريكية”الصديق الجيد يدفع عنك كفالة الخروج من السجن، لكن أفضل صديق لك هو الذي يجلس بجوارك ويقول لك – إن ما فعلناه كان غباء- !” ليس هذا فحسب بل وقد فتح برنامج ” ديب سيك ” أبواب التساؤلات الحائرة على مصاريعها وفحواها هو” إذا كان بالإمكان اطلاق برنامج ذكاء اصطناعي متطور للغاية ومجاني وبما جعل من شات جي بي تي ، ولاما 3 والشركات المنتجة مجرد أضحوكة وبـ 6 ملايين دولار فحسب ، فيا ترى الى أي الجيوب والخزائن كانت مئات المليارات من الدولارات المخصصة لتطوير هذا القطاع والتي تزعم الشركات الامريكية استثمارها وتوظيفها في ابتكار المزيد من برامجه واقعا ؟” .

وفي الختام نصيحة مجانية الى كل الأنظمة العربية والاسلامية وأخص منها الغازية والنفطية، يا قوم إن الصين هي خياركم الأفضل حتى الساعة وقد لا يكون ذلك متاحا غدا ، لتحقيق النهوض والإعمار والإزدهار والاستقرار المطلوب في بلدانكم لأن الصين – وأنا لست صينيا ولا يساريا ولا شيوعيا لأطبل لها ولكن لإنصاف الحقيقة ، ولإنقاذ قومي من الغرق في مستنقعات الحروب الاقتصادية والعسكرية الثقيلة ، وشقيقتها الناعمة الدقيقة – لن تكلفكم أكثر من نسبة متفق عليها تحصل عليها الصين من النفط …الغاز ..المعادن ..الثروات الطبيعية اضافة الى موطىء قدم في موانىء…سواحل..سكك حديد ..طرق امداد برية وبحرية وجوية..كل ذلك مقابل الاعمار السريع جدا ، والبناء المتواصل بلا توقف من دون التدخل على الاطلاق في شؤونكم الدينية ،ولا بشكل وطبيعة أنظمتكم السياسية ،ملكية كانت أم جمهورية ، ليبرالية أم راديكالية ، ديمقراطية أم شمولية ، يسارية أم يمينية ، ولن تتدخل في مشاكلكم القومية والطائفية والمجتمعية والأمنية ،الخارجية منها والداخلية ” أما أمريكا ومثلها أوروبا فإنها وبرغم تدخلها بكل جزئية ومفصل من حياتكم وسياساتكم ،ودفعكم الى التطبيع ، الى التركيع ، الى التخنيع ،الى الابتذال المبالغ به علاوة على الغلو بالخلاعة والامعان بالترفيه والتخليع،فإنها ستطلب منكم بناء المزيد من القواعد البرية والجوية والبحرية التابعة لها فوق أراضيكم ، ستطلب أسهما وحصصا اجبارية ودائمية من كل ثرواتكم ، ستطلب تخفيض أسعار نفطكم وغازكم وكبريتكم وفوسفاتكم كذلك معدل انتاجكم ولو تسبب ذلك التخفيض الاجباري بكوارث وعجز هائل في موازناتكم المالية السنوية ،التشغيلية منها والاستثمارية، ستطلب زيادة وارداتكم ومشترياتكم منها تحديدا، ستطلب ترليون دولار اضافية مقابل الاستثمار والإعمار ليس في بلدانكم – حاشا وكلا – وإنما داخل أمريكا نفسها لأن أمريكا وعلى قول ترامب ” أولا ” ، أو مقابل التعهد بالدفاع عنكم أمام اعدائكم المفترضين مع الإبقاء على هذا العدو للتخادم والتخابر ووضع المخططات ،وتغيير الخرائط بالتزامن مع العمل على تهويله وتضخيمه وتغويله إعلاميا ليظل بالنسبة لكم بمثابة بعبع ، أبو رجل مسلوخة،سعلوة،زومبي، دراكولا، جوكر يدفع بكم على الدوام الى أحضان أمريكا أكثر فأكثر لتحميكم منه بزعمها أمام وسائل الإعلام ، ولتجلس معه على طاولة واحدة لغرض التفاوض والتحاور والتفاهم ،وربما لشرب نخب حلب ثرواتكم تباعا بالتناوب”بعد الدوام” ، ولكن وبمجرد الحصول على كل ما تريد حتى من دون تنفيذ خمس ما تم الاتفاق عليه، فستقول لكم وبكل برود ” أيها العرب …هل من مزيد ؟ وبخلافه فإن البعبع الروسي والايراني والهندي والصيني ليس منكم ببعيد ..فهل نكتفي يا قصار النظر والدشاديش،ويا طوال العمر بهذا القدر من التحشيد والتحشيش فضلا على التحذير والضغط التجييش ،لو..نصقل ونعيد لنذكر بسابق الوعود والوعيد ؟!!”أودعناكم أغاتي

أحدث المقالات

أحدث المقالات